استكشاف “فن الزير” في العُلا: تراث شعبي يربط بين الأجيال والمناسبات الاجتماعية

استكشاف “فن الزير” في العُلا: تراث شعبي يربط بين الأجيال والمناسبات الاجتماعية

تُعد محافظة العُلا مركزًا للفنون الشعبية، ويأتي فن الزير كأحد أبرز تعبيرات هذه الثقافة العريقة. يستعرض هذا الفن التاريخي تواصل الأجيال مع جذورهم ويشيد بتقاليد المجتمع من خلال أداء جماعي يتميز بالإيقاع المشترك وترديد الأهازيج في المناسبات الاجتماعية.

يعتمد فن الزير على حلقات يشارك فيها الرجال، حيث يتعاقبون على ترديد قصائد تحمل معاني الفخر والكرم، مدعومة بإيقاعات تنبعث من آلة الزير، التي تُصنع من جذع نخلة مجوف مُغطى بجلد حيواني. تنتج هذه الآلة أصواتًا تُعبّر عن التلاحم الاجتماعي والهوية الثقافية، مما يجعلها تجسيدًا للموسيقى الشعبية الفريدة التي تحاكي تراث المنطقة.

وفي حديث خاص، أكد أيمن جمعة، المرصد لعلوم الموروث الشعبي، أن هذا الفن كان يُستخدم قديمًا لرفع معنويات المقاتلين، لكنه تطور بمرور الزمن ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات العائلية والمناسبات العامة. اليوم، ينتشر فن الزير بشكل واسع خلال فصل الصيف حيث تكثر الأنشطة الاجتماعية والعائلية.

وأشار أيمن إلى أن الدعم الذي تقدمه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا للرعاية الثقافية والفنون الشعبية قد أسهم في إبقاء فن الزير حيًا، مع إدراجه في العديد من الفعاليات المحلية والمهرجانات. يُعتبر فن الزير الآن رمزًا للتراث العُلاوي، ويبرز التنوع الفلكلوري الذي تشتهر به المملكة. إن الاستعادة المستمرة لهذا الفن لا تعزز فقط للهوية الثقافية للمجتمع، وإنما تفتح آفاقًا جديدة للترويج للسياحة الثقافية في المنطقة.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.