بعد استحواذ إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، على شركة Relativity Space قبل شهرين، كشف عن خطط طموحة تتمثل في إطلاق مراكز بيانات في الفضاء، في خطوة قد تعيد تعريف مستقبل الحوسبة والطاقة. جاء هذا الإعلان خلال مشاركته في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي، حيث أشار إلى الزيادة الكبيرة والمتسارعة في الطلب على الطاقة التي تحتاجها مراكز البيانات لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح شميدت أن مراكز البيانات ستحتاج إلى طاقة إضافية تبلغ 29 جيجاوات بحلول عام 2027، و67 جيجاوات بحلول عام 2030، مع تركيز خاص على التطبيقات التي تستهلك قدراً هائلاً من الطاقة، مثل ChatGPT، الذي يستهلك طاقة تفوق مستوى بحث جوجل بعشر مرات. ولذلك، تسعى خطته إلى تشغيل هذه المراكز باستخدام ألواح شمسية في الفضاء، مستفيدة من القدرة على تبريد الأجهزة عبر التخلص من الحرارة في بيئة الفضاء.
يقوم شميدت بدعم رؤيته من خلال استثماراته في شركة Relativity Space التي تخطط لإطلاق صاروخ Terran R القابل لإعادة الاستخدام خلال العامين المقبلين، والذي سيكون قادرًا على نقل حمولات ثقيلة إلى مدار الأرض. لكن المشروع يواجه تحديات ضخمة تشمل التمويل اللازم لتطوير الصاروخ، والازدحام المتزايد في مدار الأرض، بالإضافة إلى الحاجة إلى شراكات استراتيجية لدعم هذا المسعى، إذ أن ثروة شميدت الشخصية التي تقدر بـ20 مليار دولار، تعد أقل بكثير مقارنة بثروات رواد الفضاء التجاريين مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس.
تبقى رؤية شميدت لمراكز بيانات فضائية مشروعًا ثوريًا يحتمل أن يغير قواعد اللعبة في مجال الحوسبة وتوليد الطاقة، لكنه يتطلب تجاوز العديد من العقبات التقنية والمالية قبل أن يتحول إلى واقع عملي.