تدرس الحكومة البريطانية حالياً فرض قيود جديدة على استخدام الأطفال للهواتف الذكية ضمن جهودها المستمرة لتعزيز سلامة الأطفال على الإنترنت. وتشمل هذه المقترحات تحديد فترة استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي بحد أقصى ساعتين يومياً، بالإضافة إلى منع استخدامها بعد الساعة العاشرة مساءً.
وأشار وزير التكنولوجيا بيتر كايل إلى أنه يأخذ على محمل الجد المخاوف المتزايدة بشأن الإدمان على الهواتف الذكية، معرباً عن ضرورة تطبيق قوانين أكثر صرامة للحد من الأضرار المحتملة. من جهته، وجه الناشط إيان راسل، الذي فقد ابنته بسبب محتوى ضار على الإنترنت، انتقادات شديدة للحكومة بسبب التأخير في إصدار التشريعات اللازمة لحماية الأطفال، معتبراً أن هذا التأخير يزيد المشكلة سوءاً.
تُظهر الإحصائيات أن العديد من الآباء لا يستغلون أدوات الرقابة الأبوية المتوفرة، مما يعرض أطفالهم لمخاطر محتوى غير مناسب. في الوقت نفسه، قامت بعض المنصات مثل “تيك توك” بوضع حدود زمنية لمستخدميها القاصرين، إلا أن نسبة تفعيل هذه الضوابط تبقى منخفضة.
وحثت مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا، راشيل دي سوزا، الحكومة على اتخاذ خطوات أكثر حزمًا لمواجهة المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت، معتبرة أن الاستخدام المطول للأجهزة الرقمية خصوصاً مع تعرض الأطفال لمحتوى ضار قد يكون له آثار سلبية جسيمة.
تأتي هذه الخطوة في ظل تحديات كبيرة، منها هيمنة الشركات الأمريكية على قطاع التكنولوجيا، فيما تتبنى دول أخرى مثل الصين إجراءات صارمة، بما في ذلك فرض قيود مشددة على الألعاب الإلكترونية لضمان سلامة الشباب. هذه التطورات تبرز الحاجة الملحة لتعاون دولي وحكومي لحماية الأطفال في عصر التكنولوجيا الرقمية المتسارعة.