أعلنت فعاليات المعرض الدولي الثاني عشر لمعدات الشرطة في الصين عن ظهور جيل جديد من أدوات المراقبة والتجسس المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي تستهدف بشكل خاص مستخدمي تطبيق تليجرام والشبكات الافتراضية الخاصة (VPN). وُجهت هذه الابتكارات لتعزيز قدرات أجهزة الأمن في البلاد، حيث تتيح تقنيات تحليل متطورة لرصد المستخدمين ومتابعة أنشطتهم الرقمية بشكل دقيق.
تضم المجموعة الجديدة من الأدوات نظامًا ذكياً يحلل سجلات البحث ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تحديد الأفراد الذين يُحتمل أن يشكلوا تهديدًا أمنيًا محتملًا. كما عرضت شركات مثل ديفاي برمجيات تعتمد على نماذج لغوية ضخمة، تأتي كجزء من جهود استجابة السلطات للهجمات العنيفة التي شهدتها البلاد مؤخرًا، ومنها الهجوم في مدينة تشوهاي. ويعكس المعرض تركيز بكين على تحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال التحكم في المعلومات والمراقبة الدقيقة.
وفي خطوة لافتة، تم الكشف عن أنظمة مراقبة قادرة على تحليل أكثر من 30 مليار رسالة وفحص نحو 70 مليون حساب على تطبيق تليجرام، مما يعكس التعاون الوثيق بين أجهزة الأمن ومطوري التكنولوجيا لتعزيز الرقابة الإلكترونية. تشمل التقنيات الجديدة أيضًا أدوات للتحقيق الجنائي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تمكن من تحليل بيانات من الهواتف المحمولة، مع التركيز على تأمين معلومات الشرطة السرية.
يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الصين لتشديد قوانين حماية أسرار الدولة مع بدء تنفيذ قانون جديد في سبتمبر 2024، الأمر الذي من المتوقع أن يدفع إلى المزيد من الاستثمارات في تقنيات الأمن السيبراني. وتعكس هذه التطورات مدى أهمية المراقبة الإلكترونية كدعامة حيوية للأمن الوطني في الصين، مع سعي مستمر لتعزيز السيطرة على الأنشطة الرقمية وحفظ الاستقرار الداخلي.