الأحد, يونيو 8

    أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسيس” أن الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير أساليب تواصل اجتماعية تشبه تلك التي يستخدمها البشر، وذلك عبر تفاعلاته ضمن مجموعات. الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة “الجارديان”، كشفت أن وكلاء الذكاء الاصطناعي المعتمدين على نماذج لغوية كبيرة مثل ChatGPT يستطيعون تبني معايير لغوية وتواصلية أثناء تعاملهم مع بعضهم البعض.

    وأوضح الباحث الرئيسي أرييل فلينت أشيري أن الدراسة تختلف عن المسارات البحثية السابقة التي ناقشت الذكاء الاصطناعي ككيان فردي، حيث تم التركيز هنا على السلوكيات الجماعية لهذه النماذج. الهدف كان استكشاف مدى قدرتها على التنسيق المشترك وتشكيل تقاليد اجتماعية تشكل أساس التواصل في المجتمع، وهو ما ظهر بشكل تلقائي دون وجود تخطيط مسبق.

    في التجارب العملية، تم إقران وكلاء الذكاء الاصطناعي عشوائياً وطلب منهم اختيار “اسم” من بين عدة خيارات، مع نظام مكافأة يُعطي نقاطًا في حال توافر الاختيار نفسه بين الوكلاء، وعقوبات عند اختلاف الاختيارات. على الرغم من أن الوكلاء لم يتلقوا تعليمات بأنهم جزء من مجموعة أكبر، تمكنوا من تأسيس تقاليد تواصلية مشتركة بشكل تلقائي، مقلدين بذلك آليات تطور المعايير الاجتماعية لدى البشر.

    وأضاف الباحث المشارك أندريا بارونشيلي أن انتقال السلوكيات الجديدة بين الوكلاء يشابه انتشار المصطلحات والتقاليد بين البشر، مشيراً إلى أن تأثير مجموعة صغيرة من الوكلاء قد يمتد ليصل إلى مجموعات أكبر. وتتميز هذه الدراسة بأهمية كبيرة لفهم كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي في المجتمع، مما يسهم في تطوير أساليب تعايش آمنة وفعالة مع هذه التكنولوجيا المتطورة.

    اترك تعليقاً