في موقع “حزم أبو رويس” شرق محافظة الأفلاج، تجذب بقايا جذوع الأشجار المتحجرة الزوار من جميع أنحاء المنطقة، حيث تروي قصة حياة جيولوجية تمتد لعدة ملايين من السنين. يعود تاريخ هذه الجذوع إلى عصور سحيقة، حيث نشأت في بيئة كانت تعج بالحياة قبل أن تتغير معالمها بفعل الزمن، لتحظى بنهاية غير متوقعة تحت طبقات من الرسوبيات.
تشكل هذه الظاهرة الطبيعية جزءًا من غابة متحجرة تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر، تبدأ من منطقة القصيم وتنتهي عند الربع الخالي، وقد اعتبرها العديد من علماء الجيولوجيا من المعالم الطبيعية الفريدة. الحالة المبهرة للجذوع تعود إلى الطبقات الرسوبية التي تغلفها، والتي تعود للعصر البرمي المتأخر، وتظهر بلون بني داكن يميل إلى السواد.
العلماء يفسرون هذه التحولات بطريقة علمية مثيرة، حيث تشير الدراسات إلى أن السُيول التي تغمر هذه الأشجار تؤدي إلى طمرها، مما يمنع تحللها بفضل غياب الأكسجين. بعد فترة، تتسرب المياه الأرضية مشبعة بالمعادن لتقوم بعملية تحلل كيميائي، تسهم فيه استبدال العناصر العضوية برواسب المعادن، مما يؤدي إلى تحجر الأشجار عبر الزمن.
هذا الشغف بالموقع ليس مقتصرًا على الباحثين فقط، بل جذب هواة الرحلات البرية وعشاق الطبيعة، مما جعله نقطة جذب رئيسية للزوار الذين يأتون لاستكشاف هذه الظاهرة الفريدة والتأمل في عظمة الطبيعة وأسرارها المدفونة في أعماق الأرض.
تعليقات