الثلاثاء, يونيو 3

    تشهد المنطقة العربية تسارعاً ملحوظاً في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع تركيز خاص على اللغة والثقافة العربية، مما يعكس طموحاتها في المنافسة على الساحة العالمية لهذا المجال الحيوي. من الرياض وأبوظبي إلى الدوحة، تقود مؤسسات وطنية ضخمة هذا التحول، متحركة بدعم من شراكات دولية تهدف إلى بناء حلول ذكية متكاملة تتناسب مع خصوصيات المجتمعات العربية.

    في السعودية، أطلقت شركة أرامكو نموذجها الخاص “أرامكو ميتابرين”، الموجه لموظفيها ويعتمد على شبكة تضم 7 مليارات معلمة، في خطوة تعكس رغبتها في توظيف الذكاء الاصطناعي داخلياً لتعزيز الأداء. كما أسس صندوق الاستثمارات العامة السعودي شركة “هيوماين” التي تعمل على تطوير نموذج لغوي عربي متقدم. على الجانب الآخر، أطلقت الإمارات نموذج “فالكون أرابيك”، الذي تم تدريبه على بيانات عربية ليشمل مختلف اللهجات والثقافات المحلية. في قطر، حصل معهد بحوث الحوسبة على اختراق مميز بنموذج “فنار” الخاص باللغة والثقافة العربية.

    تسعى هذه النماذج إلى تعزيز اقتصاد المعرفة ودعم القطاعات الحيوية مثل التعليم والإعلام، مع التركيز على حماية الخصوصية الثقافية. وتبرز السعودية كمركز استثماري رئيسي، حيث أعلنت عن مشروع بقيمة 100 مليار دولار لتحقيق قفزات تكنولوجية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

    تتوسع استخدامات هذه التقنيات لتشمل الخدمات الحكومية والرعاية الصحية، إضافة إلى قطاع الإعلام الذي بدأ يدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والإنتاج الإعلامي في العالم العربي.

    الشراكات الاستراتيجية، مثل تلك الموقعة مع شركة “أندريسن هورويتز”، تؤكد توجه السعودية لتكون أكبر مستثمر عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مع رؤية واضحة لاحتلال مكانة رائدة في الأسواق التقنية العالمية. ورغم حداثة هذا المسار في العالم العربي، فإن الطموحات والتطورات الحالية تبشر بإحداث تأثير قوي ومستدام في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى العالم.

    اترك تعليقاً