في خطوة مثيرة للجدل داخل شركة أمازون، أعرب عدد من مهندسي البرمجيات عن مخاوفهم العميقة تجاه تأثير الذكاء الاصطناعي على طبيعة عملهم، حيث تحول استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة إلى عبء يكاد يشبه العمل الروتيني داخل المستودعات. تقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز كشف أن إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي لم يحقق التوقعات التي كانت تشير إلى تحسين الكفاءة، بل على العكس، زادت هذه الأدوات من أعباء العمل والضغط على المهندسين.
المبرمجون الذين تحدثوا للصحيفة وصفوا كيف أن حجم فرق العمل انخفض بشكل كبير، بينما لا يزال يُطلب منهم إنتاج نفس الكمية من الأكواد بل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي باتت ضرورية على الرغم من زعم الشركة أنها اختيارية. هذا التحول أدى إلى تقليص الوقت المخصص لتطوير الميزات الجديدة، حيث أصبح من الواجب إنجاز ما كان يستغرق أسابيع خلال أيام معدودة، ما حد بشكل كبير من فرص التفكير النقدي والمناقشة الجماعية.
التقرير أشار أيضًا إلى أن هذه الأدوات تحتاج إلى مراجعة وتصحيح مستمر من قبل البشر بسبب أخطاء متكررة، مما حول العمل إلى ما يشبه “تصحيح الأخطاء خلف الآلات” بدلاً من البرمجة والإبداع الحقيقي. أحد المهندسين عبر عن شعوره بأن عمله أصبح كالعمل الروتيني في المستودعات، لكنه في بيئة مكتبية.
خبير الاقتصاد العمالي، لورنس كاتس، أكد أن هناك زيادة كبيرة في أعباء العمل على المهنيين المعرفيين مع غياب أي زيادة على الموارد أو الوقت المخصص لهم، مما يعكس ضغطًا متزايدًا على الموظفين. أمازون من جانبها صرحت بأنها تعمل على مراجعة أعباء العمل لضمان توازنها، مع التأكيد على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس يتناسب مع الحاجة الفعلية داخل الفرق.