الإثنين, يونيو 9

    ينطلق في لندن مشروع جديد يحمل توقيع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يهدف إلى استخدام تقنية متقدمة للتحقق الرقمي تعتمد على مسح العين. ويتيح هذا المشروع للسكان فرصة الحصول على هوية رقمية فريدة تعتمد على البيانات البيومترية لمقاييس قزحية العين، مما يتيح التمييز بين البشر والذكاء الاصطناعي في الوصول إلى الخدمات والمنتجات الرقمية.

    تم تطوير جهاز خاص من قبل مجموعة World يسمح بإجراء هذا المسح البيومتري بطريقة سهلة وسريعة، ويدعم المشروع استخدام هذه الهوية الرقمية للوصول إلى منصات وخدمات الإنترنت، بالإضافة إلى تكاملها مع عملة رقمية تحمل اسم Worldcoin. وتأتي هذه الخطوة في ظل توقعات تشير إلى أن 90% من المحتوى الذي سيظهر على الإنترنت خلال السنوات القادمة سيكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي، ما يبرز الحاجة الملحة إلى تقنية تضمن تحديد الهوية الحقيقية للأفراد.

    حققت المبادرة مؤخراً تمويلاً بقيمة 135 مليون دولار بهدف توسيع نطاق الأجهزة والانتشار العالمي، وتسعى حالياً إلى بناء شراكات مع شركات كبرى مثل Match Group المالكة لتطبيق Tinder، لفتح آفاق جديدة لتحقيق عوائد مالية من المشروع.

    رغم الفوائد المتوقعة، تواجه التقنية تحديات كبيرة تتعلق بالخصوصية والأمان، خاصة في دول أوروبية مثل إسبانيا والبرتغال، حيث أثار استخدام البيانات البيومترية مخاوف لدى جهات تنظيمية مثل هيئة حماية البيانات في ألمانيا، التي أجرت تحقيقات معمقة في هذا الشأن. وتؤكد الشركة المطورة أن البيانات تبقى محفوظة محلياً على الأجهزة ولا يتم تخزينها أو مشاركتها مركزياً، لكن يبقى النقاش مفتوحاً حول مدى جدوى وأمان الاعتماد على هذه التقنية في المستقبل.

    يطرح المشروع نقاشاً حيوياً حول مستقبل التحقق الرقمي في عالم يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الابتكار في أدوات التمييز بين الإنسان والآلة ضرورة ملحة لتأمين المعاملات الرقمية وحماية الهوية الفردية.

    اترك تعليقاً