أعلنت شركة OpenAI، يوم الثلاثاء، عن طرح نموذجين مفتوحين للذكاء الاصطناعي متخصصين في الاستدلال، يتمتعان بقدرات تماثل سلسلة نماذجها o-series.
وذكرت الشركة عبر موقعها الرسمي أن النموذجين متاحان للتنزيل مجانًا عبر منصة Hugging Face، المخصصة للمطورين، ووصفت النماذج بأنها “الأحدث والأفضل” مقارنة بالنماذج المفتوحة الأخرى.
حجم النموذجان:
النموذج gpt-oss-120b، وهو الأكبر والأكثر قدرة، يمكن تشغيله على وحدة معالجة رسومات Nvidia واحدة.
بينما النموذج gpt-oss-20b هو الأخف وزنا، ويتم تشغيله على جهاز كمبيوتر محمول مزود بذاكرة 16 جيجابايت.
يمثل هذا الإطلاق أول نموذج لغوي مفتوح المصدر من OpenAI منذ إصدار GPT-2 منذ أكثر من خمس سنوات.
في إحاطة صحفية، ذكرت OpenAI أن نماذجها المفتوحة ستتمكن من إجراء استفسارات معقدة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي في السحابة. وهذا يعني أنه إذا لم يكن النموذج المفتوح قادرًا على أداء مهمة معينة، يمكن للمطورين ربطه بنموذج مغلق أكثر تقدمًا من نماذج الشركة.
على الرغم من أن OpenAI بدأت بنهج المصدر المفتوح، فهي فضلت لاحقًا تطوير النماذج بشكل مغلق واحتكاري، مما ساعدها في بناء عمل تجاري كبير عبر بيع الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للبائعين والمطورين.
لكن الرئيس التنفيذي سام ألتمان أشار إلى أن OpenAI كانت “في الجانب الخاطئ من التاريخ” بشأن سياسة المصدر المفتوح. وتواجه الشركة حاليًا ضغوطًا متزايدة من مختبرات الذكاء الاصطناعي الصينية مثل DeepSeek وQwen التابعة لشركة Alibaba وMoonshot AI، التي قدمت نماذج مفتوحة المصدر تعد من بين الأكثر قدرة وشعبية عالميًا.
كانت شركة Meta تسود في السابق على مشهد النماذج المفتوحة، لكن نماذج Llama الخاصة بها تراجعت خلال العام الماضي.
وفي يوليو، حثت إدارة ترامب المطورين الأمريكيين للذكاء الاصطناعي على فتح تقنياتهم لتعزيز التبني العالمي للذكاء الاصطناعي المتماشي مع القيم الأمريكية.
مع إطلاق gpt-oss، تأمل OpenAI في اكتساب دعم المطورين وإدارة ترامب الذين يتابعون صعود المختبرات الصينية في مجال النماذج المفتوحة.
أداء النماذج
سعت OpenAI إلى جعل نموذجها المفتوح رائدًا بين نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة الوزن، وتدّعي أنها نجحت في ذلك.
في اختبار Codeforces (مع الأدوات)، وهو اختبار للبرمجة التنافسية، سجّل gpt-oss-120b وgpt-oss-20b درجات 2622 و2516 على التوالي، متفوقين على نموذج DeepSeek R1، لكنهم لا يزالون أقل من نماذج o3 وo4-mini من OpenAI.
في اختبار Humanity’s Last Exam (HLE)، حقق gpt-oss-120b وgpt-oss-20b نسب نجاح 19% و17.3% على التوالي، وهو أداء أقل من o3 ولكنه يتفوق على نماذج DeepSeek وQwen الأخرى.
الهلوسة المعلوماتية
لاحظت OpenAI أن نماذجها المفتوحة تبيّن معدلات “هلوسة” (إجابات خاطئة) أعلى بكثير مقارنة بنماذجها الحديثة مثل o3 وo4-mini.
وأشارت الشركة سابقًا إلى أنها لا تفهم تمامًا سبب تفاقم مشكلة الهلوسة في النماذج الحديثة. وذكرت OpenAI في ورقة بحثية أن “ذلك متوقع، لأن النماذج الأصغر تمتلك معرفة أقل بالعالم مقارنة بالنماذج المتقدمة، وتتميل إلى الهلوسة أكثر.”
في اختبار داخلي يُسمى PersonQA، قاست الشركة دقة معرفة النموذج عن الأشخاص:
سجل نموذج gpt-oss-120b نسبة هلوسة 49%
بينما سجل gpt-oss-20b نسبة 53%
هذه النسب تفوق بثلاثة أضعاف معدل الهلوسة في نموذج o1 (الذي سجل 16%)، وتكون أعلى من o4-mini (الذي سجل 36%).
تدريب النماذج الجديدة
ذكرت OpenAI أن نماذجها المفتوحة دُربت بطرق مشابهة للنماذج الاحتكارية الخاصة بها. حيث استخدمت تقنية Mixture-of-Experts (MoE)، التي تقوم بتفعيل عدد أقل من المعاملات لكل مدخلة لتوفير كفاءة أكبر.
على سبيل المثال، نموذج gpt-oss-120b يحتوي على 117 مليار معامل إجمالًا، لكن النموذج يقوم بتفعيل فقط 5.1 مليار معامل لكل رمز (Token).
كما استخدمت الشركة تقنية التعلم المعزز عالي القدرة (High-Compute Reinforcement Learning)، وهي مرحلة ما بعد التدريب، تمكن النماذج من التمييز بين الصحيح والخطأ في بيئات محاكاة باستخدام مجموعات ضخمة من وحدات معالجة الرسومات Nvidia. هذا ما استخدمته أيضًا في تدريب سلسلة o.
تتميز هذه النماذج بقدرتها على دعم وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents)، ويمكنها استدعاء أدوات مثل البحث عبر الإنترنت أو تنفيذ كود Python في إطار عملية التفكير المتسلسل (Chain-of-Thought).
ومع ذلك، تؤكد OpenAI أن هذه النماذج نصية فقط، ولا يمكنها معالجة أو توليد صور أو أصوات مثل نماذجها الأخرى.
التراخيص والخصوصية
أطلقت OpenAI النموذجين gpt-oss-120b وgpt-oss-20b تحت رخصة Apache 2.0، وهي من أكثر الرخص مرونة.
هذا يعني أن الشركات يمكنها استخدام هذه النماذج وتحقيق أرباح منها دون الحاجة لدفع رسوم أو الحصول على إذن من OpenAI.
ومع ذلك، وعلى عكس النماذج المفتوحة تمامًا من مختبرات مثل AI2، أعلنت OpenAI أنها لن تنشر بيانات التدريب التي استخدمتها لبناء هذه النماذج، وهو أمر متوقع في ظل الدعاوى القضائية النشطة ضد بعض شركات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك OpenAI، بشأن استخدام محتوى محمي بحقوق النشر في تدريب النماذج.
مخاوف الأمان
أجّلت OpenAI إصدار النماذج المفتوحة عدة مرات بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وذكرت في ورقة بيضاء أنها درست إمكانية إعادة تدريب هذه النماذج من قبل جهات خبيثة لاستخدامها في الهجمات السيبرانية أو تطوير أسلحة بيولوجية أو كيميائية.
بعد اختبارات داخلية وتقييمات من جهات خارجية، قالت الشركة إن gpt-oss قد يُزيد قدراته البيولوجية بشكل طفيف، لكنها لم تجد أدلة على أن هذه النماذج قد تصل إلى مستوى “القدرة العالية” الذي يشكّل خطرًا في هذه المجالات، حتى بعد إعادة تدريبها.
المنافسة القادمة
على الرغم من أن نموذج OpenAI يُعتبر رائدًا بين النماذج المفتوحة حاليًا، إلا أن المطورين يتطلعون بشغف إلى إطلاق نموذج DeepSeek R2 الجديد، بالإضافة إلى نموذج مفتوح جديد من مختبر Meta Superintelligence.
في الختام، إن الإطلاق الجديد من OpenAI يمثل خطوة هامة في مجال الذكاء الاصطناعي. لمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة موقع موبايل بريس.
تعليقات