حذرت شركة إيستمان كوداك، الرائدة في مجال التصوير الفوتوغرافي، من احتمال الإغلاق نتيجة الديون المتراكمة التي وصلت إلى حوالي 500 مليون دولار، وأفادت الشركة التي تمتد خبرتها لأكثر من قرن بأنها تواجه صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لتسديد هذه الالتزامات، كما أعلنت أنها لا تمتلك “تمويلاً مُلتزماً أو سيولة متاحة” للوفاء بالديون المتراكمة عليها، ما يثير الشكوك حول استمراريتها كأي كيان تجاري.
بعد الإعلان عن هذه الأوضاع المالية الحرجة، شهدت أسهم كوداك انخفاضاً كبيراً تجاوز 25%، وأكدت الشركة أن الظروف الحالية تضع علامة استفهام حول قدرتها على الاستمرار، حيث يتم تقدير حالة الشركة من خلال البيانات المالية التي تظهر حاجة ملحة لحل أزمة الديون سريعاً، وهو ما جعلها تخطط لتخفيف من نفقاتها عن طريق التوقف عن سداد مستحقات برامج معاشات التقاعد.
وفقاً لتقارير، كوداك تأمل في استعادة الوضع المالي عن طريق تعديل أو تمديد الجدول الزمني لسداد القروض، حيث عبرت عن ثقتها في القدرة على سداد جزء من القرض قبل موعد استحقاقه، وفي تصريح لرئيسها التنفيذي، أشار إلى أن الشركة لا تزال تعمل جاهدة لتحقيق تقدم في استراتيجيتها الطويلة الأجل رغم التحديات المعقدة في البيئة الاقتصادية.
منذ تأسيسها في عام 1892، قدمت كوداك في البداية زاوية جديدة للتصوير من خلال كاميرات بسيطة ومتاحة للجميع، مما جعل التصوير الفوتوغرافي في متناول الجمهور، ومع مرور الوقت، تعدت مكانتها ضمن السوق حيث كانت تتصدر مبيعات الأفلام والكاميرات بشكل كبير وبنسب مرتفعة في الولايات المتحدة.
على الرغم من أنها كانت رائدة في تقديم أول كاميرا رقمية في عام 1975، إلا أن كوداك واجهت مصاعب في التكيف مع التحولات الرقمية التي حدثت لاحقاً، مما أدى إلى إعلانها إفلاسها في عام 2012 مع ديون تجاوزت 6.75 مليار دولار، حيث كانت مديونة لأكثر من 100 ألف دائن يشكلون ضغطاً كبيراً على قدراتها المالية.
منذ أن طرحت خيارات جديدة تركز على الطباعة الصناعية وترخيص العلامات التجارية، وأدخلت منتجات جديدة في مجال الأجهزة الاستهلاكية، مثل طابعات الصور، شهدت بعض التحسن، ولكن تظل الشركة معرضة للمخاطر مع اقتراب مواعيد سداد الديون الجديدة، مما يجعل مستقبل كوداك غامضاً ولا يزال يكتنفه الشك، حيث تعكس التطورات الحالية طبيعة التحديات الكبيرة التي تواجهها.
تعليقات