في مثل هذا اليوم 18 أغسطس وُلِد أحد أبرز الأسماء في الكوميديا العربية الفنان الراحل إبراهيم نصر الذي بدأ حياته كمنولوجست حتى أصبح أيقونة لفن الكاميرا الخفية وصانع ضحكة الملايين في الوطن العربي حيث قدم الكثير من الأعمال الفنية التي خلدت اسمه في أذهان الجمهور، وُلد إبراهيم نصر في حي شبرا بمدينة القاهرة عام 1946، وباجتيازه درجة الليسانس من كلية الآداب في عام 1972 بدأ مشواره الفني والذي تخلله العديد من الجوائز بسبب أدائه المتميز في فرق التمثيل الجامعي.
تألّق إبراهيم نصر في تقليد النجوم وعمل في أدوار متعددة بين المسرح والتلفزيون والسينما، لكن شهرته الحقيقية انطلقت من برنامج “الكاميرا الخفية” الذي قدّمه في شهر رمضان لسنوات عديدة محققاً نجاحاً هائلاً حيث ساهمت تلك البرنامج في تقديم شخصية زكية زكريا، وتلك الشخصية ذات شعبية جارفة جعلت من الفنان رمزًا للضحك والمتعة خلال الشهر الكريم، تميّز أسلوبه بالسخرية اللطيفة والإبداع الفني الذي ترك بصمة واضحة في ذاكرة الجماهير.
استطاع الفنان الراحل أن يبرز كأحد رواد برامج الكاميرا الخفية، إذ ارتبط اسمه بها لسنوات عدة، وبينما درس التكتيكات السابقة له في هذا المجال, برز اسمه كالأكثر شهرة في تقديم البرامج الكوميدية رغم ظهور الشباب من بعده، إذ أتحفت برامجه الشارع العربي بالضحك والمواقف الطريفة التي يسجلها عبر الكاميرات الخفية، هذا الإرث الكوميدي الذي يظل حاضراً في قلوب محبي فن الكوميديا.
تعاون إبراهيم نصر مع عدد من زملائه المبدعين ليشكلوا معًا جيلًا ذهبيًا في الكوميديا العربية، ففي رصيده العديد من الأعمال الكوميدية الراقية حيث قدم مجموعة من أعمال الأطفال، والتحق بمسلسلات مشهورة مثل “حكاية لها العجب” و”الزمن المر”، بالإضافة لمشاركة في مسرحيات مثل “عطشان يا صبايا” و”زكية زكريا والعصابة المفترية”، ولم تقتصر موهبته على الشاشة الصغيرة بل قام بأداء أدوار في أفلام جماهيرية لا تُنسى.
من أبرز الشخصيات التي قدمها كان شخصية جعيدي في فيلم “شمس الزناتي”، وشخصية الخال عزمي في “اكس لارج”، حيث أن تلك الشخصيات تجسد جزءًا كبيرًا من موهبته الفائقة في تحويل المواقف إلى كوميديا لاقت استحسان العديد حيث كانت تقدِّم عناصر الإثارة والضحك بشكل فريد، تلك الشخصيات تظل محفورة في ذاكرة الناس ويُذكرها الجميع بامتنان، تعكس قدرته الفائقة على تقديم الكوميديا.
آخر مشاركاته الفنية كانت في فيلم “صاحب المقام” الذي عرض بمشاركة مجموعة من النجوم مثل آسر ياسين ومحمود عبد المغني، كما أن الفيلم قدّم نموذجًا لتعزيز التعاون الفني داخل الوسط الفني حيث تألق النص تحت كتابة إبراهيم عيسى بإخراج ماندو العدل، ورغم رحيله يبقى إرثه الفني لم يُنسَ بل يتردد في قلوب محبيه حيث يُخلِّد اسمه في عالم الكوميديا العربية.
تعليقات