في مثل هذا اليوم، 21 أغسطس من عام 1988، بدأت المذيعة ميرفت القفاص رحلة غير متوقعة غيّرت حياتها للأبد عندما التقت بالموسيقار الكبير عمار الشريعي لتسجيل حديث إذاعي للبرنامج الأوروبي، تلك المقابلة المهنية والتي شملت حوارات عن الفن والموسيقى تحولت بشكل تدريجي إلى قصة حب ملهمة انتهت بزواج استثنائي بين اثنين من أبرز الشخصيات الفنية في المجتمع المصري، هذه لحظة بارزة ليست فقط في حياة ميرفت بل في مجرى الفن العربي كله، عندما عثرا على شغفهما المشترك وحبهما العميق.
رافقت ميرفت في هذا اليوم زميلتها المذيعة مرفت رجب، وبعد انتهاء الحوار بدأت دردشة عن الهوايات، وأفصحت ميرفت عن شغفها بالغناء الذي راودها منذ الصغر، لكن هذا الحلم كان بعيد المنال عنها، عرض عمار عليها أن يقوم بتدريبها على الغناء مقابل مساعدته في قراءة كتالوجات باللغة الإنجليزية، لم تتردد في قبول العرض، وهنا بدأت بذر بذور علاقة عميقة بينهما، حيث كانت البداية محملة بالآمال والأحلام الكبيرة.
كتبت ميرفت عبر صفحتها على الفيس بوك عن هذا اليوم التاريخي، موضحة كيف انطلقت قصة الحب من دردشة بسيطة بعد الحوار، حيث قالت إنها اعترفت له بأنها تحب الغناء، ولم تتجرأ على ملاحقة حلمها، ومن هنا انطلقت الرحلة التي جمعت بين حب الفن وحب الحياة، كانت كلماتها تعبر عن مدى تأثير ذلك اللقاء عليها وكيف أن عمار أصبح جزءًا من حياتها وطموحاتها الفنية أيضًا.
أضافت ميرفت أن اللقاء الأول تضمن قراءة بعض الصفحات من الكتالوجات، بينما استمع عمار لصوتها وقدّم لها بعض التدريبات، حيث كان ينجذب إلى شخصيتها وثقتها، سرعان ما تطورت العلاقة لتصبح مكالمات هاتفية طويلة، سحرت ميرفت بأسلوبه الجذاب في الحديث، وبعد فترة وجيزة اصبح كل منهما جزءًا من حياة الآخر، حيث شعرت ميرفت أنها دخلت عالماً جديداً مليئاً بالفن والإبداع.
استسلم عمار للموهبة التي يمتلكها، فقد ترك عائلته ليبدأ من الصفر، حيث كان جريئًا في ملاحقة شغفه بالموسيقى رغم رفض والدته، وفي سن مبكرة، استطاع الاعتماد على نفسه وحقق نجاحات ملحوظة، انطلقت مسيرته الفنية وحقق إنجازات أعادت كتابة التاريخ الموسيقي، ومع كل نجاح كان يشعر بأنه لا بدّ من العيش بحرية، اجتاز الصعوبات ليحقق كل أحلامه بموهبة قل نظيرها.
عُرفت قصة الحب بينهما باختلاف بداياتها والمصاعب التي واجهتهما، فقد كانت إرادة عمار قوية رغم ظروفه، ومن خلال ذكرياته حول فترة الدراسة في المدرسة الداخلية، حيث أرغمت الإعاقة على تعلم الاعتماد على النفس، كانت تلك الوقائع تشكل جزءًا من شخصية عمار التي كانت تبهر الجميع، تلك الروح التي لم تستسلم جعلته يُحوّل كل تحدٍ إلى فرصة نجاح.
ومع توالي اللقاءات بينهما، ازدهرت العلاقة بحب حقيقي، تجسدت بمشاركة نجاحات عمار الفنية، حيث قدم عدداً كبيراً من الأعمال التي كان لها تأثير واضح على الوسط الفني، واستمروا في دعم بعضهم البعض، حتى جاء الوقت الذي شعرا فيه بأنهما مستعدان للالتزام، رغم التحفظات التي كانت تؤجل هذه الخطوة.
وفي 1990، حان موعد الالتزام، خطط كل منهما لمستقبلهما معًا، حيث بدأت الأحداث تأخذ مسارًا جديدًا، بعد اختلاف الآراء وتباين الأفكار، كان الاتفاق على البساطة في مراسم الزواج، وكان عمار يحمل رسالة دائمة من خلال اقتراحه أن يكون الزواج عائليًا دون تعقيدات، بحب ترك التفاصيل للقدر ودعوات الأصدقاء التي أتت في لحظة غير متوقعة.
عندما استعدا للاحتفال برباطهما، انقلبت الأمور حول المناسبات، وكانت المفاجآت في كل خطوة على الطريق، فاجأتهم متطلبات الاحتفال المفاجئة، لكن حبهما كان أكبر من أي عقبة، حتى في آخر اللحظات كانوا يدعون الأصدقاء للقدوم، بالرغم من كل الضغوط والتحديات، والتي جعلت من اليوم عرسهم الأجمل، حيث تجسدت تفاصيل الحب في كل لحظة من تلك الليلة الجميلة.
تعليقات