تجري الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) تحقيقًا مع شركة تيسلا بسبب وجود تناقضات في الأسلوب المتبع من قبلها في الإبلاغ عن الحوادث المرتبطة بأنظمة القيادة الذاتية, إلا أن الإدارة تلزم شركات صناعة السيارات بتقديم تقارير دقيقة عن الحوادث خلال خمسة أيام من وقوعها, وتدعي أن تيسلا كانت تتأخر في بعض الحالات عن الإبلاغ لعدة أشهر وهذا الأمر يثير تساؤلات خطيرة حول مصداقية الشركة.
في إطار استجابتها وحسبما أفادت تيسلا فقد أقرت بالمشكلة ونسبت السبب إلى خلل في الأنظمة, وأعلنت أنها قامت بإصلاح هذه المشكلة, لكن الإدارة الوطنية لسلامة المرور لم تقنع بهذا التفسير, واستمرت في تحقيقاتها بهدف تقييم ما إذا كانت هناك تقارير غير كاملة أو مفقودة, كما تشمل التحقيقات الأخرى التي تجريها الوكالة حوادث مرتبطة بميزة ركن السيارة عن بُعد وكذلك فعالية الإصلاحات البرمجية الأخيرة التي أجرتها الشركة.
يعكس الوضع الحالي عدم الثقة المتزايدة بين الإدارة وتيسلا, حيث استندت الإدارة في موقفها إلى شهادات من قضايا سابقة تتعلق بحوادث تؤكد على أن الشركة كانت تخفي معلومات مهمة عن الجهات المختصة, فضلاً عن إحصائيات الحوادث التي تظهر أن تيسلا تواجه تحديًا كبيرًا في هذا الجانب, فقد كانت مسؤولة عن أكثر من 2,300 حادث مرتبط بأنظمة مساعدة السائق بين عامي 2021 و2024, بينما تُظهر الأرقام أن شركة جنرال موتورز كانت مسؤولة عن 55 حادثًا فقط.
تثير القضايا المطروحة تساؤلات مهمة حول مدى شفافية الشركات في تقديم المعلومات المتعلقة بالسلامة, حيث تتركز المخاوف على قدرة هذه الشركات على تحسين نظام القيادة الذاتية, وتعتبر تلك التحديات بمثابة دعوة لأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة في تطوير التكنولوجيا, مما يثير جدلاً كبيرًا حول مستقبل القيادة الذاتية وأثرها على حركة المرور وسلامة المستخدمين بشكل عام.
تعليقات