بعد حظرها: تحديات جديدة تهدد أمان الأطفال في عالم روبلوكس وأفضل الحلول للتعامل معها

بعد حظرها: تحديات جديدة تهدد أمان الأطفال في عالم روبلوكس وأفضل الحلول للتعامل معها

تثير منصة “روبلوكس” قلقاً كبيراً لدى الكثيرين حول سلامة الأطفال رغم الجهود المستمرة من الشركة لتعزيز الأمان، تنبع هذه المخاوف بشكل رئيسي من طبيعة المنصة التي تعتمد على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، مما يؤدي إلى صعوبة مراقبة كل ما يحدث، وقد شهدنا حظر المنصة في خمس دول كان آخرها الكويت بسبب هذه التحديات، حيث بدأت العديد من العائلات في إعادة تقييم استخدام أطفالهم للمنصة.

تعتبر خدمات التواصل مع الغرباء واحدة من أبرز المخاطر التي تهدد الأطفال داخل روبلوكس، حيث تتيح لهم الدردشة مع لاعبين آخرين مما قد يفتح أمامهم فرصة اللقاء مع أشخاص غير معروفين، هناك تقارير تشير إلى حالات استغلال وتحرش بدأت من اللعبة وانتقلت إلى منصات أخرى، يعد هذا الأمر مشكلة حقيقية تستدعي اليقظة من الأهل والمربين لمراقبة سلوك الأطفال مع هذه المزايا الجديدة.

هذا بالإضافة إلى وجود محتوى غير لائق يتواجد على المنصة، فرغم وجود أدوات للتحكم الأبوي إلا أن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون قد يتضمن مشاهد عنيفة أو غير مناسبة، تشير التقارير إلى وجود سلوكيات موحية ومحتوى مزعج لم يكن مفترضاً أن يتعرض له الأطفال، لذا يتوجب على الآباء أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بهذا النوع من المنصات.

التنمر الإلكتروني يمثل تحدياً آخر يتمثل في انتشاره بصورة واسعة في بيئات الألعاب عبر الإنترنت بما فيها روبلوكس، وتشير الأدلة إلى أن هذا التنمر قد يسبب ضغطًا نفسيًا ملحوظًا وقلقًا بين الأطفال، ويجعلهم يواجهون صعوبات في التفاعل الاجتماعي مما يتطلب مجهوداً إضافياً من الأهل للتوعية حول كيفية التعامل مع هذه المواقف بشكل حكيم.

كما تشجع المنصة على إجراء عمليات شراء داخل اللعبة مما يحمل في طياته مخاطر مالية للأطفال، حيث يستغل الكثيرون إعلانات الشراء لشراء عملة “روبوكس” مما يؤدي إلى إنفاق مفرط وتشجيع سلوكيات تشبه المقامرة، حيث أظهرت بعض الألعاب وجود صناديق غنائم تقدم مكافآت عشوائية قد تجعل الأطفال يشعرون بالانجذاب نحو الإنفاق المستمر.

الإدمان على الألعاب يمثل عنصرًا آخر يثير القلق حيث إن بعض الأنشطة داخل روبلوكس مصممة لجذب الأطفال لقضاء أكبر وقت ممكن على المنصة، مما قد يؤدي إلى انخفاض في التركيز على الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية الحقيقية، لذا يجب على الأهلي أن يكونوا حذرين بشأن مدة اللعب التي يقضيها أطفالهم ويتأكدوا من وجود توازن صحي في تناولهم للألعاب.

لتقليل هذه المخاطر قامت شركة “روبلوكس” بتوفير أدوات للرقابة الأبوية، مما يساعد الآباء على تحديد من يمكن لأطفالهم التواصل معهم، وكذلك أضافت ميزات للتحقق من العمر لتقييد الوصول إلى المحتوى الخاص باللاعبين الأكبر سناً، تشمل جهودها أيضاً تعزيز الإشراف على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وتحديد معايير سلوكية واضحة للمجتمع القائم حول المنصة.

لكن على الرغم من هذه الجهود، تبقى هناك تحذيرات ودعاوى قضائية من خبراء السلامة الإلكترونية مما أدى إلى حظر المنصة في عدة دول، لذا يجب على الآباء أن يتواصلوا مع أطفالهم بانتظام حول تجربتهم على الإنترنت وأن يشجعهم على الإبلاغ عن المحتوى غير المناسب.

يمكن للأهالي اتخاذ بعض الخطوات الفعّالة لحماية أطفالهم عند استخدام روبلوكس، مثل تفعيل أدوات الرقابة الأبوية وضبطها بشكل صحيح، والتحقق من إدخال الأطفال لعمارهم الصحيح حتى يتم تفعيل إعدادات الأمان تلقائياً، كما ينبغي تحديد قدرة الأطفال على التواصل مع الغرباء من خلال تعطيل الدردشة أو قصرها على الأصدقاء فقط مما يعزز التواصل الآمن.

التحدث مع الطفل عن تجاربه على الإنترنت يعد أمرًا مهمًا لتشجيعه على الإفصاح عن أي شيء يثير قلقه أو ضيقه، يجب أيضاً تعليم الأبناء كيفية الإبلاغ عن المحتوى أو المستخدمين غير المناسبين وحظرهم لتعزيز بيئة آمنة، كما أن وضع حدود للإنفاق داخل اللعبة أو وقف عمليات الشراء تمامًا يساعد على حماية الأطفال اقتصاديًا.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.