كابوس حقيقي للأطفال: “روبلوكس” تحت طائلة الدعاوى القضائية لسلامتهم

كابوس حقيقي للأطفال: “روبلوكس” تحت طائلة الدعاوى القضائية لسلامتهم

واجهت منصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس” ضغوطًا قانونية متزايدة نتيجة لعدم كفاية إجراءاتها في حماية الأطفال من المتحرشين والمحتويات غير الملائمة، وقد قُدمت دعوى قضائية جديدة أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا تتهم المنصة بأنها فشلت في توفير بيئة آمنة أيضا تتعلق بوقائع تعرض طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات للاعتداء من قبل شخص انتحل شخصية طفل على المنصة، وقد تمكن المتحرش من استدراج الضحية إلى إرسال صور جنسية، مما يبرز خطورة التجارب الرقمية التي يمر بها الأطفال.

وذكرت الدعوى أن الطفلة، التي تعاني من آثار نفسية سلبية مثل القلق، تعرضت للتهديد عبر “روبلوكس” العام الماضي، وأن المنصة تبدو للوهلة الأولى كمكان آمن، بينما تعكس الشكاوى الجديدة واقعًا محزنًا للأطفال، إذ تسلط الضوء على كيفية انتهاك حقوق الأطفال حتى في الفضاء الرقمي، هذه الحالة تعد جزءًا من القلق المتزايد حول سلامة الأطفال في المنصات الافتراضية.

في إطار الهجوم القانوني على “روبلوكس”، صرحت المتحدثة باسم الشركة بأن الادعاءات بأنها تضع أطفالها في خطر غير صحيحة، ووضحت أن الشركة تطبق إجراءات صارمة لمراقبة المحتوى وحماية المستخدمين، حيث تشمل هذه الإجراءات الحماية من مشاركة المعلومات الشخصية وتقييد الاتصالات بين المستخدمين، بينما تتعرض حياة الأطفال للخطر على الرغم من هذه المحاولات لحماية مجتمع اللاعبين.

في ضوء الأحداث الأخيرة، أعلنت “روبلوكس” عن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الكشف عن أي تهديدات محتملة، حيث تعمل على تنبيه الجهات القانونية عند رصد الاتصالات التي قد تضر بالأطفال، وعملت كذلك على قصر الوصول إلى بعض المحتويات على مستخدمين مدققين تتجاوز أعمارهم 17 عامًا، مما يعكس التزامها بتحسين مستوى الأمان في بيئتها.

تشير المزيد من الدعاوى إلى أن “روبلوكس” قد تضر بمصالح الأطفال من خلال تحقيق الأرباح على حساب سلامتهم، حيث قامت المدعية العامة لولاية لويزيانا برفع دعوى قضائية لمطالبة الشركة بتحمل مسؤوليتها بأكثر جدية، بينما حث عدد من النشطاء السياسين على وسائل التواصل الاجتماعي الشركة على اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الأطفال من المطالبات غير القانونية مع تزايد الدعوات للتحرك.

تُعتبر التقنيات المتاحة مثل التعرف على الوجه كأدوات محتملة لتعزيز الأمن على المنصة، وهذا يشير إلى تقديم تحذيرات واضحة للآباء حول مخاطر التحرش، وقد اعتبر المحامون أن عدم اتخاذ هذه الخطوات يعتبر فشلاً ذريعًا في حماية الأطفال من خطر الابتزاز والانتهاكات الخطيرة التي تهددهم عبر المنصات الافتراضية.

تحذر التقارير من أن “روبلوكس” تشهد استغلالًا مقلقًا حيث يحاول بعض المتحرشين استخدام المنصة لتقديم عملة رقمية للأطفال مقابل صور غير لائقة، وقد أوضحت الدعوى الفيدرالية كيف يستغل المتحرشون ممارسات المنصة لتحقيق أهدافهم البشعة بينما تشدد الشركة على استثمارها في تحسين الأمان والامتثال للقوانين.

وفقا لتقارير من منظمات حقوق الطفل، يمثل الابتزاز الجنسي مشكلة ملحة، حيث يقدر أن واحدًا من كل خمسة مراهقين تقريبًا تعرضوا لمثل هذا النوع من الابتزاز، وبذلك تتزايد الحاجة إلى تقديم بيئة آمنة للاستخدام وسد الثغرات التي قد يستغلها المجرمون في الفضاء الافتراضي.

تُظهر هذه القضية ضرورة تكاتف جميع الأطراف المعنية لدرء المخاطر المحيط بالأطفال في المنصات الرقمية، حيث يجب تحسين الإجراءات وأفضل الممارسات لنشر الوعي بين الآباء والمستخدمين لضمان سلامة الأطفال في عالم افتراضي يزداد تعقيدًا.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.