تعود مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بتميز إلى مهرجان البندقية السينمائي الدولي حيث تأتي بمجموعة مذهلة من الأفلام والنشاطات المتنوعة لهذا العام، وذلك في إطار تعزيز مكانتها كمنصة مهمة لدعم الأصوات السينمائية الناشئة من المملكة العربية السعودية والعالم العربي بالإضافة إلى قارتي إفريقيا وآسيا، ويظهر ذلك جلياً من خلال اختيارات الأفلام المشاركة في المهرجان والتي تعكس غنى وتنوع التجارب السينمائية التي تمثل الثقافات المختلفة، وذلك برؤية جديدة تمزج ما بين الأصالة والتجديد، مما يجعل هذه المشاركة فريدة من نوعها.
الفيلم الأبرز في هذه الدورة هو “هجرة” الذي يشكل عودة مميزة للمخرجة السعودية شهد أمين، حيث عرفت بمكانتها كواحدة من أهم الأصوات السينمائية الجديدة بفضل أسلوبها الفريد الذي يمزج الشعر بالفن السينمائي، ويمثل الفيلم عودة ميمونة للمهرجان بعد عرض فيلمها السابق “سعف” ولا يقتصر الأمر هنا فقط بل يبرز الفيلم جزءاً من الدعم الذي يقدمه صندوق البحر الأحمر للأفلام الناشئة، مما يعكس التزام المؤسسة بتسليط الضوء على المواهب السعودية الشابة.
في سياق آخر يبرز فيلم “نجوم الأمل والألم” للمخرج اللبناني سيريل عريس كعمل درامي قوي تم تطويره بدعم من معامل البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر، وتم اختيار هذا الفيلم لعرضه ضمن أيام المؤلفين وهو ما يُظهر التزام المؤسسة بدعم المواهب الشابة وتسهيل وصولهم إلى المنصات العالمية، فالأفلام التي تُعرض ضمن هذه الفعالية تسلط الضوء على التحديات المختلفة التي تعايشها إبداعات السينما في المنطقة، وذلك من خلال تناول مواضيع واقع الحياة اليومية والتفاعل الإنساني.
إضافة إلى ذلك يُعرض فيلم “رقية” للمخرج الجزائري ينيس كوسيم وفيلم “ملكة القطن” للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني في برنامج أسبوع النقاد المرموق، ويتميز كل منهما بعرض سرديات فريدة تحمل رسائل معبرة حول الهوية العربية وظهورها المعاصر، كما يعكس هذه الأفلام الرؤية الجديدة لصناع السينما الشباب واهتمامهم بالتعبير عن قضايا مجتمعاتهم من زوايا مختلفة، مما يجعل الحضور العربي في المهرجان ملحوظًا ومؤثرًا جدًا.
وكذلك تأتي مشاركة فيلم “ذاكرة الأميرة مومبي” للمخرج داميان هاوزر حيث تم اختياره لعرضه في أيام المؤلفين وهو مدعوم من صندوق البحر الأحمر، ولذلك فإنه من المتوقع أن يساهم هذا الفيلم في إضافة صوت إفريقي مؤثر للمشهد السينمائي، حيث يكشف عن قضايا الإرث والذاكرة من خلال سرد قصص جديدة تُعبر عن الواقع الإفريقي وتعبر عن الجذور الثقافية المتنوعة وأهميتها في تشكيل الهوية الجماعية.
في تصريحات للإعلام صرح فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن فخره بمشاركة خمسة أفلام مدعومة من المؤسسة في مهرجان البندقية بالإضافة إلى مشروعين آخرين ضمن برامج الصناعة، وأكد أن هذا الحضور يُعتبر تكريماً لصناع الأفلام المبدعين الذين تم التعاون معهم، وأن هذه المشاركة تعتبر فرصة فريدة لإبراز أنماط جديدة من الروايات السينمائية من المنطقة، والتي تتماشى مع الاحتفال بالذكرى الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
كما يتزامن مع العروض الرسمية حضور المؤسسة في البرامج المتخصصة للمهرجان، حيث تم اختيار فيلم “طرفاية” للمخرجة المغربية الفرنسية صوفيا علوي للمشاركة في “سوق التمويل التكميلي”، وتمثل هذه المشاركة علامة فارقة في دعم الفيلم العربي، بينما يواصل فيلم “ماي سيمبا” للمخرج هوغو سلفاتيرا مسيرته في برنامج “فاينال كت”، مما يعكس أهمية السينما كأداة للتواصل وتبادل الأفكار والثقافات.
أوضحت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي أنها قامت بتشكيل فريق للبرمجة السينمائية للدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي برئاسة أنطوان خليفة، ويضم الفريق الصحفي والناقد أحمد العيّاد ومؤسس ورئيس تحرير موقع “فاصلة” السينمائي، ويؤكد هذا التشكيل على أهمية وجود خبرات متميزة في مجال البرمجة السينمائية مما يمنح المهرجان بُعدًا أعمق من خلال استقطاب الكفاءات الشابة في هذا المجال.
كما انضمت جوزفين حبشي الصحفية والناقدة اللبنانية إلى فريق البرمجة كـ”مبرمج أول” حيث تمتلك خبرة واسعة في الإعلام والصحافة، بالإضافة إلى مريم عبد الله التي تجمع خبرات متنوعة في هذا المجال، حيث شغلت العديد من المناصب في عدة مؤسسات فنية، وأيضًا يُعتبر انضمام بديع مسعد كمدير لبرنامج الأفلام القصيرة له أهمية خاصة، مما يدل على التوجه الجديد للمؤسسة نحو تطوير السينما واحتضان المواهب الشابة من مختلف المناطق.
تعليقات