في إنجاز علمي مذهل استطاع علماء الفلك التقاط صورة مباشرة لكوكب في مراحل تكوينه داخل قرص نجمي محاط بالغبار والغاز في حدث يعد بمثابة “لقطة كونية نادرة” وأطلق على هذا الكوكب الوليد اسم WISPIT 2b ويشبه في حجمه كوكب المشتري ويدور حول نجم حديث تصل فترة عمره إلى خمسة ملايين سنة ويبعد عن الأرض بنحو 430 سنة ضوئية، هذه الاكتشافات تطور مفاهيمنا حول نشأة الكواكب.
تظهر الصور التي تم التقاطها باستخدام الأشعة تحت الحمراء الكوكب ككتلة مضيئة تتحرك وسط الظلام بين الحلقات المتعددة المحيطة بالنجم، في أول حالة مؤكدة لرصد كوكب ناشئ داخل قرص كوكبي أولي متعدد الحلقات، يعتبر هذا المشهد ثورة هائلة في فهم كيفية تشكل الكواكب في الزمن الحقيقي مما يعزز دراستنا لعوالم جديدة بعيدة عن كوكبنا.
بحسب دراستين تم نشرهما في مجلة The Astrophysical Journal Letters استخدم فريق الرصد التلسكوب العملاق للمرصد الأوروبي الجنوبي Very Large Telescope للحصول على صور بزاوية قريبة للنجم WISPIT 2 وقرصه الكوكبي، يظهر أن هذا القرص يمتد لما يعادل 380 مرة من قطر مدار الأرض ويحيط به حلقات متألقة من الغبار والغاز، بينما يتلألأ الكوكب الوليد بحرارته جراء استهلاكه المستمر للمادة المحيطة.
يشبه العلماء هذه الظاهرة بلعبة “باك-مان” الكونية حيث تستفيد جاذبية الكوكب من المواد المحيطة به فتقوم بابتلاع الغاز والغبار مع تشكيل مسار واضح داخل القرص، كانت هذه العملية فرضية قائمة على ملاحظات استخلاصها من تلسكوبات مثل ALMA، لكن الملاحظة المباشرة لها عند نجم مماثل للشمس تعد حدثًا غير مسبوق وتقدم معلومات قيمة.
يدل رصد كوكب عملاق بهذا العمر الأدنى على فتح نافذة فريدة لفهم المراحل الأولى في تكوين كواكب مشابهة لكوكب المشتري في نظامنا الشمسي، وبما أن مثل هذه الرؤى المباشرة نادرة، يصبح WISPIT 2b مرجعًا أساسيًا لاختبار العديد من النماذج النظرية وتعزيزها بشكل علمي موثوق.
يؤكد فريق الاكتشاف أن هذا الكوكب الجديد سوف يصبح معيارًا تقارن به الأبحاث والدراسات المستقبلية، كما يمثل مثالًا مثيرًا يساهم في تعزيز فهمنا لكيفية تكوين الكواكب على مر الزمان، كل هذا يؤكد أهمية متابعة الاكتشافات الفلكية للمزيد من الرؤى حول الكون الذي نعيش فيه.
تعليقات