شهد الفيلم الوثائقي “بابا والقذافي” للمخرجة جيهان عرضًا عالميًا أول ناجح في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وقد استقبله الجمهور بحفاوة كبيرة مع تصفيق حار بحضور المخرجة ووالدتها، حيث شهد العرضان اللاحقان للفيلم إقبالاً كبيرًا ومكتمل العدد، مما يعكس مدى أهمية الفيلم في التأثير على المشاهدين ولفت أنظارهم إلى موضوعاته الحساسة التي تتعلق بالسياسية والهوية الشخصية،
يتتبع الفيلم الأول للمخرجة جيهان مسار حياة والدها منصور رشيد الكيخيا، فقد كان وزير خارجية ليبيا السابق وسفيرها لدى الأمم المتحدة وزعيم المعارضة السلمية ضد نظام معمر القذافي، تجمع جيهان خيوط رحلتها التي استمرت تسعة عشر عامًا للبحث عن والدها الذي اختفى، في غياب أي تفاصيل واضحة عن ماضيه تحاول جيهان أن تتواصل مع هويتها الليبية وأن تستعيد بعض ذكرياتها المفقودة عن والدها، وهو أمر يمثل تحديًا كبيرًا لها ولعائلتها،
“بابا والقذافي” هو إنتاج مشترك أمريكي ليبي، تشارك في إنتاجه مجموعة من الأسماء المعروفة مثل ديف جينيت ومحمد سويد، بالإضافة إلى عدة معنيين من شركة لايكا فيلم، قام بتصوير الفيلم كل من جيهان وميكا ووكر ومايك ماكلولين، التفاصيل الفنية تتضمن عملية مونتاج محترفة من أليساندرو دوردوني وكلوي لامبورن، كما أبدع تياغو كوريا باولو في تقديم موسيقى الفيلم، مما يجعل التجربة الفنية متكاملة،
حصل الفيلم على دعم مالي من عدة جهات دولية، تشمل كوايت ومعهد الدوحة السينمائي وصندوق سين جونة، هذه التمويلات تعكس أهمية الفيلم في الساحة الثقافية والسينمائية ويعبر عن التعاون الدولي في مجالات الفنون، الاهتمام الذي تلقاه الفيلم من هذه المؤسسات يدل على ثقة هؤلاء في الرسالة التي يحملها الفيلم وأهمية الموضوع المعالج فيه، فهو يعكس قضايا إنسانية وسياسية عميقة،
شارك الفيلم في عدد من المختبرات السينمائية مثل مختبر كلوز أب ومنتدى قمرة السينمائي، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة لتحسين جودة الفيلم وتقديمه في أفضل صورة للجمهور، تعكس تلك الأنشطة مدى اهتمام جيهان وفريقها بإيصال صوتهم إلى العالم والتأثير على المشاهدين، كما يؤكد هذا العمل على أهمية دعم الفنون والتشجيع على الحوار المفتوح حول القضايا المعقدة التي تسلط الضوء عليها السينما الوثائقية.
تعليقات