ينافس الفيلم التونسي “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي حيث يتم تنظيمه من 27 أغسطس إلى 9 سبتمبر ويُعتبر مرشح تونس لجوائز الأوسكار الثامنة والتسعين مما يجعله العمل الثاني للمخرجة في هذا السياق بعد فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” الذي نافس في الدورة السابعة والسبعين من المهرجان وفاز بجائزتين ثم تمثلت تونس به في جوائز الأوسكار عام 2021، وقد قررت المخرجة تقديم هذه القصة المؤثرة للجمهور.
من المقرر عرض الفيلم لأول مرة في المهرجان يوم الأربعاء 3 سبتمبر عبر عرضين مخصصين للجمهور في الساعة الرابعة والنصف مساءً في قاعة سالا غراندي وكذلك الساعة الثامنة مساءً في قاعة بالا بينالي بينما يتم عرض الفيلم لحاملي التذاكر المعتمدة في الساعة الثامنة والنصف صباحًا في قاعة سالا دارسينا يليه عرض آخر في الساعة الحادية عشرة والربع صباحًا مما يعكس الاهتمام الكبير بهذا العمل السينمائي المثير.
كما أعلن موقع Deadline أن نجوم هوليوود البارزين مثل براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا والانضمام السابق لعدد من المخرجين المعروفين يشير إلى حجم النجاح المتوقع للفيلم حيث اجتذب إعجابهم مظاهر جديدة من القيمة الإنتاجية عبر دمج رؤية عالمية تحت إشراف ديدي غاردنر وجيريمي كلاينر من شركة “بلان بي” التابعة لبراد بيت مما يعكس الأساليب الحديثة في إنتاج الأفلام ذات الجودة العالية.
احتضن المشروع أيضًا عدداً من الشخصيات العامة خاصة الصحفية والمننتجة جيميما خان ورجل الأعمال الكندي فرانك جيسترا ومصممة المجوهرات الشهيرة سابين غيتي مما يعزز من إيمان العديد من الشخصيات البارزة بفكرة الفيلم وقصته الجذابة الفريدة، وكذلك كفاءتهم في عالم الإنتاج جعلت المشروع يتطور بشكل مستمر وبنجاح ملحوظ يُسهم في الترويج للفيلم على مستوى عالمي.
بعد مهرجان فينيسيا من المتوقع أن يُعرض “صوت هند رجب” في الولايات المتحدة حيث سيتنافس في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي كما سيشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان BFI بلندن ويُعتبر الفيلم فرصة ذهبية لتوفير تجربة سينمائية فريدة وبإبداعات جديدة تؤكد دوماً أن الفن قادر على تجاوز الحدود الجغرافية، فيما تعزز جولة الفيلم الافتتاحية من أثره وتأثيره على المشاهدين حول العالم.
تدور أحداث الفيلم حول قصة مؤثرة تجسد المعاناة الإنسانية حيث وقع اتصال طارئ في 29 يناير 2024 يُلقي الضوء على طفل عالق في سيارة وسط نيران الاحتلال بغزة مما يجعل القصة تلامس أحاسيس الجمهور وتبعث فيهم مشاعر الإنسانية العميقة وذلك في إطار من المحاولات الحثيثة لإنقاذ الطفلة هند رجب بينما تحاول الفرق المعنية إيصال المساعدة في وقتٍ حرج للغاية.
في حديثها حول الفيلم تصف بن هنية كيف ألهمها تسجيل صوتي لهند رجب خلال رحلة لها في مطار لوس أنجلوس إذ شعرت بمزيج من العجز والحزن مما يبرز القوة العاطفية للفيلم في نقل معاناة شخصية عميقة، كما أكدت على أهمية السينما كأداة فعالة للتعبير عن آلام الشعوب ومحاولاتهم الأبدية للعيش بكرامة عبر سرد القصص الحقيقية التي تطمسها الأخبار السريعة مما يسهم في نشر الوعي وفي حفظ الذاكرة الشعبية.
فيلم “صوت هند رجب” هو نتيجة جهد جماعي من تأليف وإخراج كوثر بن هنية بالتعاون مع شركات إنتاج متنوعة مما يعكس التنوع السينمائي التونسي والفرنسي ويضفي لمسة عالمية على العمل، حيث شارك فيه نخبة من الفنانين مثل سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري مما يسهم في نجاح الفيلم وتجسيد رؤيته الإبداعية بواقعية مميزة من خلال الإخراج الفريد والتقنيات السينمائية المتقدمة ذات المستوى العالي.
تعليقات