الصين تعلن عن استراتيجية جديدة لتطوير تكنولوجيا الدماغ والكمبيوتر لمنافسة إيلون ماسك

الصين تعلن عن استراتيجية جديدة لتطوير تكنولوجيا الدماغ والكمبيوتر لمنافسة إيلون ماسك

وضعت الصين خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى قيادة العالم في تقنية واجهة الدماغ والحاسوب بحلول نهاية هذا العقد محدثة بذلك تحدياً قوياً لابتكارات شركات مثل نيورالينك التابعة لإيلون ماسك والعديد من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة، حيث تعكس هذه الخطوة الطموح الكبير للدولة في تحسين قدراتها التكنولوجية، وفقاً لمجلة وايرد والتي أفادت بأن الصين تستهدف إنجازات رئيسية في هذا المجال بحلول عام 2027 وتهدف لجعل هذه الصناعة قادرة على المنافسة عالمياً بحلول عام 2030.

تقنية واجهة الدماغ والحاسوب تتيح إمكانية التقاط إشارات الدماغ وتحويلها إلى أوامر للتحكم في الآلات والأجهزة الرقمية، بما في ذلك الأطراف الاصطناعية، وتعتبر هذه التقنية ثورية بفضل إمكانياتها الكبيرة في تمكين الأفراد من ذوي الإعاقة البدنية من أداء مهام يومية مثل التحكم في الأجهزة بسهولة عبر أفكارهم، على الرغم من وجود هذا المفهوم لعقود إلا أن تطبيقاته لم تبدأ في التوسع بشكل ملحوظ إلا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الشركات الأمريكية لتطوير منتجات موثوقة ومبتكرة.

تشير النتائج الأولية إلى تقدم ملحوظ من قِبَل الشركات والمعاهد البحثية الصينية، فقد قامت شركة NeuroXess في شنجهاي بزرع أجهزة في ستة مرضى مصابين بالشلل، حيث استطاع النظام فك تشفير اللغة الصينية عبر نشاط الدماغ في بعض الحالات، بالإضافة إلى التحكم في الأجهزة الرقمية، وهذه الابتكارات تشير إلى خطوات كبيرة نحو تحقيق الفوائد الحقيقية لتقنية واجهة الدماغ والحاسوب.

قام المعهد الصيني لأبحاث الدماغ في بكين باختبار جهاز صغير يُدعى Beinao-1 مع خمسة مرضى، حيث تمكن المشاركون من التحكم في مؤشرات الكمبيوتر وفتح التطبيقات عبر الجهاز المزروع، وتأتي هذه التطورات في إطار رؤية أكبر حيث يتوقع الباحثون أن يستفيد ما بين مليون إلى مليوني شخص من هذه التقنية في المستقبل، مما يبرز الأهمية الكبرى لهذه الأبحاث في تحسين حياة الأفراد.

تتجاوز خطة الصين استخدام التقنية لأغراض طبية، إذ تشمل أيضاً تطوير أجهزة للمستهلكين مثل عصابات الرأس والنظارات الذكية التي يمكنها تتبع نشاط الدماغ، ومن المفترض أن تكون هذه الأجهزة قادرة على تحذير المستخدمين من حالات النعاس أو بطء ردود الفعل، كما أن التطبيقات التشغيلية تشمل مجالات مثل التعدين والطاقة لتعزيز السلامة المهنية باستخدام التنبيهات المبكرة لمخاطر صحية محتملة.

رغم وجود منافسة حادة بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، يؤكد رواد الأعمال في هذا القطاع أن المستفيدين الحقيقيين من جميع هذه التطورات هم المرضى، وهذا يعكس الأهمية القصوى للابتكارات التكنولوجية في معالجة التحديات المرتبطة بالإعاقة وتحسين جودة حياة الأفراد مستقبلاً.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.