قال الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي خلال حفل الافتتاح للدورة الثانية والثلاثين من المهرجان إن ممارسة الفعل الإبداعي ليست مجرد نشاط ولكنها تعتبر أيضًا محاولة لاستكشاف الذات وإعادة اكتشافها في الكثير من الأحيان من أجل تحديد مكانتها في العالم وتجديد المواقف والابتعاد عن الأفعال المنفصلة التي تتكرر بشكل ممل، فالفن يمثل وسيلة قوية للتواصل مع النفس والآخرين، ويتطلب تأثيره وجود تفاعل حقيقي بين الفنان والجمهور.
وأضاف مهران إن الآخر يكمن في داخلنا سواء ادعينا ذلك أم لا وهو يظل حاضرًا في وعينا ولا وعينا مما يجعل المسرح فضاءً لمواجهة هذا الآخر إذ يتصل الأداء المسرحي بوجودنا الذاتي وفي نفس الوقت ينفصل عنه، فنحن نتوحد ونتفكك في عملية إبداعية مستمرة تسمح لنا بتجاوز الحدود التي وضعناها مسبقًا، فالمشاهد المسرحي يتحول إلى جزء من حياتنا ويؤثر علينا في الحياة اليومية ويظهر سحر المسرح كفن حياة.
وأشار إلى أن خطورة المسرح أدت إلى محاولات السيطرة عليه منذ العصور القديمة بدءًا من أفلاطون وصولًا إلى بعض الاتجاهات الأصولية والسياسية التي تسعى لتقييده، إلا أن المسرح دائمًا يحقق الانتصار ويثبت أهميته الدائمة في مجتمعاتنا، شكر مهران في كلمته الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو على الدعم المستمر لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مؤكدًا أن هذا التعاون يحفز الاستمرار في تقديم الفنون.
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقام تحت رعاية وزير الثقافة ويرأسه الدكتور سامح مهران، وتتكون لجنته العليا من مختصين في المجال المسرحي مثل الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا والدكتورة دينا أمين مديرة للمهرجان، وهذا يعكس تنوع الخبرات ودعم الإبداع في المسرح، ويساهم في تقديم رؤية جديدة للمسرح التجريبي ويعزز مكانته كمنصة للمبدعين.
هذا المهرجان يعد من أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة التي تهدف إلى دعم العروض المسرحية التجريبية من مختلف أنحاء المعمورة، كما يسعى إلى خلق بيئة تواصل وحوار بين الثقافات المتنوعة، مما يسهل تعريف الجمهور بأحدث التيارات المسرحية ويتيح فرصة للفنانيين لمشاركة تجاربهم الفنية مع الآخرين وتطوير المشهد المسرحي العربي.
تعليقات