قالت المخرجة كوثر بن هنية في المؤتمر الصحفي لفيلم “صوت هند رجب” الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا إن صوت هند رجب يمثل صرخة من غزة برمتها عما تعانيه من ألم ومعاناة متواصلة كأنه صوت استغاثة لا تجد من يجيبها ويستجيب لهذه المعاناة الإنسانية العميقة التي تمس قلوب الجميع وتجعلهم يشعرون بحجم المأساة التي يعيشها أهل غزة بفعل الحرب والاحتلال
أضافت بن هنية أنها في بعض اللحظات تعاني من الإحباط وتسائل نفسها عن مدى تأثير صناعة الأفلام على الواقع ولكنها تجد أن الفن قد يسهم في إحداث تغيير إيجابي رغم إحباطها وأكدت أنها شعرت بغضب شديد عندما سمعت استغاثة الطفلة لأنها تمثل جيلًا من الأطفال المحطمين بفعل الحرب وهذا الغضب دفعها لتقديم الفيلم كوسيلة للتعبير عن مشاعرها ولتكريم روح الطفلة التي استشهدت ولأسرتها التي فقدت فلذة كبدها في لحظة قاسية وصعبة
فيلم “صوت هند رجب” يعرض في مهرجان فينسيا السينمائي بدورته الثانية والثمانين حيث يسرد أحداث استشهاد طفلة فلسطينية في عمر السادسة في مدينة غزة مطلع عام 2024 وهي تحاول الهرب مع عائلتها خلال عدوان مدمر تشهده المنطقة ويأخذ الفيلم المشاهدين إلى أجواء مأساوية تجسد واقع الحياة اليومية للمدنيين الفلسطينيين في ظل ظروف الحرب
تدور أحداث الفيلم حول نداء استغاثة تلقت أول فريق إنقاذ في الهلال الأحمر الفلسطيني بتاريخ 29 يناير 2024 من الطفلة المهددة بالقتل في غزة والأحداث تستعرض المحاولات اليائسة لإنقاذها رغم شدة النيران التي تتعرض لها إذ كانت محاصرة داخل السيارة تحت قصف مستمر وفي لحظة مأساوية استشهدت الطفلة بعد أن بذل المتطوعون جهداً كبيراً للوصول إليها
القصة الحقيقة تعود لشهر يناير 2024 بعد شهور قليلة من أحداث في السابع من أكتوبر حيث تلقت فرق الإسعاف رسالة استغاثة مؤلمة من الطفلة ليان حمادة وهي تستنجد عبر الهاتف لمساعدتها من قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي لحظات عكست فداحة الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والتي تعبر عن مشاعر الخوف والقلق المستمر في حياة الناس تحت الاحتلال
تحدثت المخرجة عن كيف أن هند ابنة عم ليان كانت مع عمها وأسرته عندما تعرضوا للهجوم لتجد نفسها محاصرة في ظروف مأساوية مع عائلتها حيث شهدت الهمجية الإسرائيلية وهو ما جعلها تتعرض لحالة من الذهول والفزع في وقت كان ينبغي فيه أن تكون طفلة تعيش مرحلتها العمرية بسلام بعيدًا عن خطر الصراع والألم الذي يقضي على حياتهم
نشر الهلال الأحمر الفلسطيني أجزاء من المكالمات التي تلقاها مع الطفلة هند والتي كانت تطلب المساعدة لتنقذها عبر الاتصال بالأطقم الإسعافية في وضع مؤلم إلى أن استشهدت حيث كان رد فعل الاحتلال كالمعتاد حيث منع أي محاولة للوصول إليها وهو أمر يعكس فظاعة الوضع وعلى الرغم من محاولات إنقاذها إلا أن الاحتلال حال دون ذلك وبالتالي كانت النهاية مأساوية بامتياز
تعليقات