آفاق التعاون الاقتصادي بين مصر وكوريا الجنوبية: استراتيجية مضاعفة التجارة والسياحة

آفاق التعاون الاقتصادي بين مصر وكوريا الجنوبية: استراتيجية مضاعفة التجارة والسياحة

احتفل سفير كوريا الجنوبية في مصر، كيم يونج هيون، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وهو ما يُعَد إنجازًا مهمًا في تاريخ التعاون المشترك، حيث عكست هذه الفعالية التقدير الكبير الذي يكنه الجانب الكوري لمصر وما يجمع بينهما من شراكة راسخة، وتعد هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت خلال تلك الفترة الزمنية الطويلة، والتي شملت مجالات متعددة تتعلق بالتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي.

وأشار السفير في حديثه خلال صالون صحفي نظمته السفارة إلى أن العلاقات بين كوريا الجنوبية ومصر قد شهدت تطوراً ملحوظًا خلال السنوات الماضية، حيث تعززت الشراكة بين البلدين في مجالات مختلفة، ليحقق حجم التجارة الثنائية زيادة تجاوزت الخمسة أضعاف، إذ بلغ حجم التجارة 3.16 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ويعكس هذا الرقم الاهتمام الكبير من جانب المستثمرين الكوريين وتوجهاتهم نحو السوق المصرية، مما يحقق منفعة للطرفين.

وأكد السفير أن الاستثمارات الكورية في مصر قد وصلت إلى مليار دولار، مما يجعل كوريا الجنوبية واحدة من أكبر الدول المستثمرة في مصر، حيث تقوم الشركات الكورية بإنتاج العديد من المنتجات التقنية في البلاد، وتصدرها تحت علامة “صنع في مصر”، وهذا يؤكد أهمية مصر كمركز إقليمي للصناعة والتجارة. تمثل هذه التصورات جزءًا من رؤية متكاملة تهدف إلى تعميق وتوسيع أفق التعاون بين الدولتين.

إضافة إلى ذلك، تُشارك الشركات الكورية في مشاريع حيوية، ومن أبرزها بناء أول محطة طاقة نووية في منطقة الضبعة، مما يُعَتَبَر مؤشراً على التزام كوريا بتقديم خبراتها في مجالات الطاقة، كما أن هناك مشاريع متعلقة بنقل التكنولوجيا والتحديث، مثل توفير سكك حديد متطورة وقطارات لمترو الأنفاق في القاهرة، وهو ما يدل على الالتزام الكوري العميق بتنمية مشروعات البنية التحتية.

وفيما يخص السياحة، أشار السفير إلى أن عدد السياح الكوريين القادمين إلى مصر قد تضاعف إلى عشرة أضعاف ليصل إلى 42,177 سائحًا عام 2022، وهذه الأرقام تظهر مدى جاذبية المقصد السياحي المصري بالنسبة للكوريين وتعكس الرغبة في استكشاف الثقافات المختلفة وتعزيز الروابط بين الشعوب، ويعتمد النمو السياحي أيضاً على الاستراتيجيات الترويجية التي يتم تنفيذها من كلا الجانبين.

واعتبر السفير أنه بفضل التعاون المثمر الذي تمتد جذوره إلى زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى كوريا الجنوبية في عام 2016، وترسيخ الشراكات بين البلدين، تم الوصول إلى مرحلة نضوج في العلاقات الثنائية، إذ ساهمت زيارة الرئيس الكوري اللاحقة إلى القاهرة عام 2022 في توسيع آفاق التعاون بما يتناسب وطموحات الشعبين.

وعند الحديث عن الاحتفالية، أكد السفير أن الشعار الذي تم اختياره للاحتفال بالذكرى الثلاثين يركز على “الاحتفاء بالماضي وصنع المستقبل”، وهذا يبرز تقدير كوريا الجنوبية لعقود من الشراكة، كما يُعبر عن التزام الجانبين ببناء مستقبل مشترك يستند إلى الشفافية والتعاون المتبادل لتحقيق أهدافهما التنموية. يعد تعزيز الشراكة بين البلدين خطوة أساسية في تحقيق التقدم المستدام.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.