كوثر بن هنية: طفلة غزة بين عشق البحر وتحولات ترامب الريفية

كوثر بن هنية: طفلة غزة بين عشق البحر وتحولات ترامب الريفية

تساؤلات عميقة طرحتها المخرجة كوثر بن هنية خلال مؤتمر فيلم “صوت هند رجب” الذي شارك في مهرجان فينسيا السينمائي، حيث ناقشت مآسي الحرب في غزة بينما تعبر عن عشق الطفلة هند رجب لبحر غزة، وشددت على الأبعاد الإنسانية في الفيلم، هيمنة أفكار ترامب بتحويل الشاطئ إلى ريفيرا كانت معبرة، الهدف تجسيده في تساؤل عميق حول العالم الذي نعيش فيه، فما الذي يحدث عندما تصير القضية الإنسانية محط سخرية .

كوثر بن هنية أبرزت أهمية مشاركة براد بيت كمنتج منفذ، وأسفرت عن تأثير كبير يشهده العمل، بالتأكيد حيث باتت هذه المشاركة نافذة حقيقية لنقل المعاناة والواقع المخجل في غزة، على السينما أن تعكس الحقائق وتبرز القضايا الخاصة بالناس، يجب أن ندرك أهمية الفن في تعزيز الوعي، وإعطاء صوت لمن هم في أشد الحاجة له رغم الصعوبات التي قد تواجه الفيلم .

عند استماعها لصوت هند رجب للمرة الأولى، شعرت بن هنية بأن الصوت يعبر عن معاناة غزة بشكل عام وليس فقط عن حالة خاصة، قائلة إن صوت الاستغاثة لا يجد أصداء في العالم، إنه مؤشر على الخذلان الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، هذا النداء هو صرخة من أعماق الألم، وينبغي علينا أن نتطلع لسماعها بكل تركيز، مما يجسد ضرورة اهتمام العالم بالقضايا الإنسانية الملحة .

بالرغم من إحباطها أحيانا من تأثير صناعة السينما، إلا أن كوثر بن هنية تؤمن بأن الأعمال السينمائية قد تحمل بصيصا من الأمل، الإصغاء لهذه الأصوات قد يسهم في تغيير الوضع الراهن، الأفلام قد تكون وسيلة للتعبير والمقاومة، حيث تحاول أن تحقق تأثيرا إيجابيا في المجتمعات، قدرات السينما في معالجة قضايا الصراع ترتقي إلى مستويات تأثير غير متوقعة .

“صوت هند رجب” يتناول قصة مؤلمة عن استشهاد طفلة فلسطينية في السادسة من عمرها، تجسد الأهوال التي يتعرض لها الأطفال في الحروب الأهلية، التصوير السينمائي وحده هو وسيلة لتسليط الضوء على حقائق مروعة تضيع بين الأخبار، بداية عام 2024 كانت المؤشر إلى حادث مأساوي جديد لشعب لم يتوقف عن معاناته، وقد تحاكي هذه الأعمال تجارب بشرية مؤلمة تستحق الاهتمام العميق .

القصة من يناير 2024 تعكس صدى الاستغاثة التي أطلقها طفلة فلسطينية محاصرة تحت نيران الإسرائيليين، ذلك الاتصال كان بمثابة تسجيل حي للعنف الممارس، إن شاهدوا هذا السيناريو ترك انعكاسا مؤلما في نفوس الحاضرين، مواقف الحرمان والقتال وتأثير نيران الحرب على الأطفال ستبقى عالقة في أذهانهم، تلك اللحظات تحت نيران القصف تترك آثارا عميقة في كيان المجتمع .

الطفلة هند رجب كانت بجوار عمها وأطفال عائلتها، الاستهداف المفاجئ جعل السفر نحو النجاة مستحيلا، تزامنت الحرقة بشهادة العائلة على الطريق، المحن تتزايد، معاناتهم تعد نتيجة حتمية للصراعات المستمرة، في الوقت الذي تعيد فيه بحارهم ذكريات الفرح، تهددهم أعمال القتل والتدمير، مشاعر الألم والتشتت تسيطر على حياة الأسر حينما تصبح ذكرياتها مجرد جدل بين صفحات عابرة .

الهلال الأحمر الفلسطيني أظهر أسطوانة مؤلمة من الاستغاثات، الحكاية ليست فقط عن حركة إنسانية فحسب، بل هي انعكاس للواقع القاسي الذي يواجه أطفال غزة، المعاناة لم تكن فقط في الصدمات الجسدية بل تجاوزتها لتطال القلوب، أفعال الإغاثة لا يجب أن تقتصر على تقديم الخدمات الطبية، بل ينبغي أيضا أن تشمل البيئات الآمنة والدعائم الصحيحة للحياة، إذ لا يمكن تجاهل الألم في محادثاتهم .

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.