قالت المخرجة كوثر بن هنية إن مشاركة براد بيت كمنتج منفذ في فيلم “صوت هند رجب” الذي يعرض في مهرجان فينسيا السينمائي تعد حدثاً مهماً للغاية، هذه المشاركة تعكس التزام السينما بنقل الحقائق وما يجري في غزة وحقيقة الوضع وضرورة دعم الفنانين لجهود إيصال أصواتهم للعالم أجمع من خلال الفن والسينما وتوعية المتلقي بما يحدث هناك من ظروف إنسانية صعبة، لذلك تسعى المخرجة لأن يكون هذا الفيلم خير سفير لقضية إنسانية مؤلمة.
في المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم ذكرت بن هنية أنها تأثرت بشدة عندما استمعت لأول مرة إلى صوت استغاثة الطفلة هند رجب، شعرت أن صوتها يمثل كل أطفال غزة وليس فقط صوت فردي بل تعبير حقيقي عن الألم والمعاناة الجماعية، هذه الصرخة التي جاءت من أعمق الألم تنقل معاناة الشعب الفلسطيني في لحظات الصراع والتوتر المستمر، هذه الصورة المأساوية يمكن أن تكون دافعة للجميع للانتباه ثم التحرك نحو إحداث تغيير حقيقي.
أعربت المخرجة عن إحباطها في بعض الأحيان لكنها تعود لتقول إنه لا بد من الاستمرار في صناعة الأفلام الساعية لتحقيق الأثر، رغم كل التحديات فإن للسينما قدرة على المساس بالمشاعر وإحداث التغيير، فكل فيلم يمكن أن يكون صرخة حق تصل إلى عقول وقلوب الناس وتؤثر فيهم، وهي تأمل أن يصل صوت هذا الفيلم إلى جمهور أكبر ليشعر بمعاناة الآخرين ويستشعر المسؤولية.
تم عرض فيلم “صوت هند رجب” خلال مهرجان فينسيا السينمائي في دورته الثانية والثمانين، تتناول المخرجة من خلال هذا العمل قصة مؤلمة عن استشهاد طفلة فلسطينية في السادسة من عمرها، استشهدت في ظروف قاسية خلال هجوم عسكري، تمثل هذه القصة لحظة من اللحظات الصعبة التي تعيشها غزة وتأمل أن تساهم في خلق وعي أكبر بالمآسي التي تتعرض لها هذه المنطقة.
تدور أحداث الفيلم حول نداء استغاثة تلقاه متطوعو الهلال الأحمر، حيث كانت الطفلة تحت وقع النار تطلب النجدة لإنقاذها وعائلتها ، كانت محاصرة داخل سيارة خلال الهجوم، وفي مشهد مؤثر يظهر حجم المعاناة التي تنجم عن الصراع المسلح، هذا النداء يعكس بشكل مباشر تجربة الأطفال والمواطنين في مثل هذه الأوقات العصيبة وكما يجسد قدرة الفن على نقل المآسي إلى العالم.
القصة الحقيقية تعود إلى يناير 2024 حيث تلقت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني نداء من الطفلة ليان حمادة، التي كانت تبحث عن المساعدة بينما ترزح تحت ضغط الحرب، كان صوتها يمثل الحكاية الخاصة بآلاف الأطفال الذين يجدون أنفسهم في دوامة من الخوف والفوضى، وهذا النوع من القصص يحتاج أن يُروى ليعرف الناس حقائق الوضع المروع الذي تعيشه غزة دوماً.
تتناول الأحداث كيف تعرضت عائلة الطفلة هند للقتل والدمار، بينما كانت في سيارتهم، في مشاهد مروعة تتفاعل معها القلوب، وفقدت عائلتها جميعها بسبب نيران الاحتلال، لتظهر الطفلة هند وسط المأساة فاقدة لعائلتها وضائعة في وجه الظلام الذي يحاصرها، ينقل الفيلم صورة حقيقية عن حياة الفلسطينيين وما يتحملونه في حياتهم اليومية.
هذا الفيلم يسعى لإبراز قصة الطفلة وكيف فقدت عائلتها في لحظة من لحظات الرعب، كما يسلط الضوء على مشاعر الخوف التي تواجهها العائلات في ظل الصراعات المستمرة، فالفن هنا يتسلح بالواقع ليقدم للجمهور تجسيداً للحقائق المأساوية نزف الألم والمعاناة الذي لا يمكن تصوره إلا من خلال تلك الصور المؤلمة التي تأخذ المشاهد نحو التعاطف والفهم الحقيقي لما يحدث.
تعليقات