المهرجان التجريبي: المسارح بين الهوية الثقافية وحماية البيئة

المهرجان التجريبي: المسارح بين الهوية الثقافية وحماية البيئة

شهد اليوم الرابع من فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران جلسة نقاشية بعنوان “المسرح والتنمية المستدامة” التي أقيمت ضمن محور “المسرح وما بعد العولمة” وشارك فيها مجموعة من الفنانين والمفكرين من دول مختلفة، حيث أدارت الجلسة الدكتورة دينا أمين من مصر وأكدت على أهمية المسرح كفن حي يتحمل مسؤولية التعبير عن قضايا الإنسان ومواجهة التحديات البيئية والاجتماعية التي تهدد مستقبل المجتمعات كلها، مشيرة إلى أن هذه الجلسة تهدف لفتح حوار عميق حول الدور المهم للمسرح في تعزيز التنمية المستدامة.

بدأت هاندان سالتا أول المتحدثين بعبارة لأن المسرح ينبع من الثقافات المحلية وعبر عن أهمية الحفاظ على قيمه الأصيلة في ظل العولمة التي تتطلب منا تجاوز حدودنا الثقافية والاقتصادية، ووضحت أن الفنانين المستقلين يواجهون تحديات متعددة بسبب السياسات الاقتصادية العالمية، مما يجعل إنتاج أعمالهم المسرحية أمرًا معقدًا، وعليه، يتم استهداف جمهور المهرجانات الدولية غالبًا ما لا يتفاعل بعمق مع قضايا حياة الآخرين اليومية، مما يعكس أزمة في التواصل الثقافي.

في تغطيتها لأهمية المسرح الأوروبي في مواجهة التحديات البيئية، تحدثت هايدي وايلي المديرة التنفيذية لاتفاقية المسرح الأوروبي حيث أكدت على ضرورة تبني نهج جديد يوازن بين الطموح والواقعية مع ضرورة التركيز على الاستدامة والحياد المناخي حيث بدأت المسارح في أوروبا تطوير استراتيجيات جادة تساعد في مواجهة هذه التحديات، وعرضت كيف بدأت هذه الرحلة بتشكيل لجان تهدف لجعل المسارح الأوروبية تحقق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2030.

الدكتورة جيليانا كامبانا قدمت عرضًا مفصلاً حول مفهوم “المسرح البيئي” ودوره في إحداث وعي بيئي عميق حيث أكدت أن المسرح ليس مجرد وسيلة تفريغ بل يمكن أن يكون أداة فعالة في تغييره، مشيرة إلى ضرورة دمج القضايا البيئية في قلب التجربة المسرحية لتعزيز الحوار والتعاطف مع المجتمعات لتحقيق استدامة بيئية، وهذا يعكس دور المسرح كمجال ديناميكي قادر على التصدي للتحديات المناخية الراهنة.

كما تحدثت كامبانا عن جذور المسرح البيئي منذ الستينيات وأبرزت كيف أن التجارب الرائدة في هذا المجال أدت إلى إعادة تعريف فضاء العرض وتنظيم التفاعلات بين الفنانين والجمهور، وقد أوضحت أن المسرح مرتبط بالمكان ويعكس القضايا المحلية، لذا يجب أن يطرح إشكاليات العدالة البيئية والاجتماعية في سياق فعالياته، مما يعزز من ترابط الجمهور مع قضايا التغيير المناخي.

في ختام كلمتها، أكدت جيليانا كامبانا أن المسرح البيئي يتجاوز كونه نمطًا فنيًا مستقلًا بل هو جزء من حركات العدالة الاجتماعية والمناخية والاقتصادية حيث يتناول صلة الإنسان بالطبيعة وكيفية احترام هذا الترابط لتحقيق مستقبل أفضل ويدفع نحو التأمل والعمل التغييري لتحقيق استدامة حقيقية.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.