التنافس الفضائي بين الولايات المتحدة والصين: خطر فقدان الريادة في عصر الفضاء

ناقشت جلسة استماع للجنة التجارة بمجلس الشيوخ الأمريكي أهمية السباق الفضائي بين الولايات المتحدة والصين حيث أكد المشرعون على ضرورة الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في الفضاء كخلفية حيوية لتفويض التمويل الكريم لوكالة ناسا، وقد افتتح السيناتور تيد كروز، رئيس اللجنة، الجلسة محذرًا من المخاطر التي قد تؤدي إلى فقدان الولايات المتحدة لفرصتها في استكشاف القمر لصالح الصين إذا استمر برنامج أرتميس في التعثر وعدم التقدم المناسب.

تركزت النقاشات في الجلسة على كيفية الحفاظ على تفوق أمريكا في سباق الفضاء الجديد حيث أشار المشرعون إلى أهمية مشروع أرتميس كخطوة حيوية للهبوط على القمر، كما تم التأكيد على الحاجة الملحة لإنشاء محطة فضاء قمرية بالإضافة إلى ضرورة ضمان استمرار العمليات بشكل فعال في مدار أرضي منخفض وهو أمر أساسي لتنمية القدرات الفضائية للبلاد.

حذر الشهود من أن التأخيرات والقلق حول الميزانية المتاحة والتردد في الالتزامات قد تضر بصناعة الفضاء الأمريكية وعلاقاتها الدولية، حيث أوضحوا أن هذه الظروف قد تدفع الشركاء والموردين نحو الاستفادة من التقنيات المتطورة التي تُطورها الصين لمهامها القمرية، وكان من بين الشهود المدعوين خبراء لهم تاريخ طويل في هذا المجال.

أشار الشهود إلى التقدم المتسارع الذي أحرزته الصين في الفترة الأخيرة، مثل اختبار نظام الإجهاض لمركبة الطاقم وإطلاق صاروخ لونغ مارش 10، وتجارب الهبوط على سطح القمر حيث تم اعتبار مثل هذه الإنجازات دليلا على العزم والإرادة القوية للسعي نحو تحقيق الأهداف القمرية.

قال مايك جولد خلال الجلسة إن الدول التي تصل إلى القمر أولًا ستحدد القواعد والأطر لما يُمكن تحقيقه على السطح القمري، كما اتفق الشهود الآخرون على أن من يرسخ وجوده أولًا على القمر سينظم طريقة استخدام الموارد ووضع أسس تقرير الشراكات الدولية ذات الطابع الاستراتيجي.

يؤكد الخبراء أن إحدى المزايا الكبيرة التي تمتلكها الصين تكمن في الاستقرار الداخلي للحكومة ووضوح أهدافها في تصميم المهمة القمرية، إذ أوضح الفريق جون شو أن الحزب الشيوعي الصيني يطبق بالفعل استراتيجيته الوطنية المتكاملة المتعلقة بالنظام الأرضي القمري وهو ما يمنحهم أفضلية ملحوظة.

أضاف جيم بريدنستين أن التغيرات بين الإدارات الأمريكية كانت له تأثيرات سلبية على مسار العمل ويُشكل تحديًا كبيرًا لوكالة ناسا، موضحًا أن الأعمال الفضائية تحتاج إلى استراتيجيات تمتد لعقود بل وقرون، وليس من الممكن ترك الأمر للاجتهادات المتكررة التي قد تؤدي لاختلال في التقدم أو تأخير في الإنجازات.