شهدت فعاليات مهرجان تورونتو السينمائي الدولي عرض فيلم فلسطين 36 للمخرجة آن ماري جاسر الذي لاقى استقبالا حارا من الجمهور الذي أمطره بالتصفيق والهتافات الداعمة للقضية الفلسطينية لمدة عشرة دقائق كاملة وقد تبع العرض ندوة نقاشية مع طاقم العمل تناقش تفاصيل الفيلم وكواليسه حيث حضر طاقم الفيلم بالكامل مؤكدين تأييدهم للقضية من خلال الأعلام والدبابيس التي تحمل رموز الدعم، وقد كان وجودهم على السجادة الحمراء قبل العرض مباشرة نقطة دالة على وحدة الصف الفلسطيني.
حمل الممثل كريم داود كيساً يحتوي على كاميرا وشال فلسطيني يحمل اللونين الأسود والأبيض الملطخين بالدماء في دلالة واضحة على الاحتجاج على مقتل العديد من الصحفيين الفلسطينيين خلال الحرب المستمرة على غزة وهو ما يعكس مدى ارتباط االسينما بالقضايا الاجتماعية والسياسية، حيث ينظم المهرجان منصة حرة لتناول القضايا المعاصرة بطريقة سينمائية، ويدعم الأفلام التي تحمل رسائل إنسانية قوية، مما يجعل فلسطين 36 تتربع على عرش النقاشات ضمن الفعاليات.
يدور الفيلم حول الثورة الفلسطينية ضد الحكم البريطاني في عام 1936 ويتابع شخصية يوسف الذي يعكس معاناة الشعب الفلسطيني في تلك الفترة الحرجة حيث تتزايد الاضطرابات والاحتجاجات ضد الاحتلال يتناول العمل قوة الإرادة والعزيمة في مواجهة الأوقات العصيبة التي اعتاد الشعب الفلسطيني عليها خلال التاريخ المعاصر مما جعله فيلمًا يثير الكثير من المشاعر لدى مشاهديه.
تحدثت آن ماري جاسر عن رؤيتها للفيلم مستعيدة حلمها الطويل بصنع عمل يعكس ثورة عام 1936 بطريقة إنسانية وحقيقية وتجسد القصة شخصيات تعيش ظروفًا قاسية وغير متوقعة وهي تتعامل مع خيارات الحياة الصعبة مؤكدة أن كل لحظة حرجة تحتمل التغيير تدفع الأشخاص للاختيار بين البقاء أو الرحيل، قائلة إن هذا العمل هو نتيجة من مشتركات إنسانية عميقة تبرز فيها الحب والإصرار على إحداث تغيير حقيقي.
تضيف جاسر أن صناعة الفيلم كانت من أصعب التجارب التي واجهتها في حياتها موضحة أنها لم تكن تتوقع أن يأتي هذا العام مليئًا بالألم والعنف، لكنها استطاعت توحيد الكثير من الأيادي والقلوب التي ساهمت في بناء هذا العمل الفني من خلال حب وتحدٍ كبير، وهي بذلك تأمل في أن يسهم الفيلم في نقل صوت فلسطين إلى العوالم المختلفة في أنحاء العالم.
فلسطين 36 تأليف وإخراج آن ماري جاسر ويشتمل على تصوير هيلين لوفارت ومونتاج تانيا ريدين، وبتصميم ديكور نائل كنج، وكذلك تصميم الأزياء من حمادة عطاالله والموسيقى التصويرية لبن فروست، ويشترك في إنتاجه مجموعة من الدول مثل فلسطين وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وقطر والسعودية والأردن، وهي جميعها دول تثبت التزامها بقضايا فلسطين من خلال دعمها للفن والثقافة وبالخصوص في المجالات السينمائية.
تعليقات