في الدورة الثانية والثمانين لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي تم إعلان الفائزين بجوائز مسابقة آفاق حيث نال فيلم “En el camino” للمخرج ديفيد بابلوس جائزة أفضل فيلم كما حصلت المخرجة أنوبارنا روي على جائزة أفضل مخرج عن عملها “Songs of Forgotten Trees” في تأكيد على إبداعها وتفوقها في مجال السينما المعاصرة بينما تعكس الجوائز تنوع المحتوى الفني المعروض في المهرجان مما يجعل فينسيا واحدًا من أهم المهرجانات السينمائية في العالم، وذلك يعزز مكانة المهرجان كمنصة لدعم المخرجين المبدعين والمواهب الصاعدة في مجال السينما الثقافية والفنية.
أيضًا حصل فيلم “Harà Watan” للمخرج أكيو فوجيموت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مما يعكس تميزه في السرد القصصي وقدرته على إيصال الرسائل الإنسانية العميقة كما فازت بينيديتا بوركارولي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “Il Rapimento di Arabella” بينما حصل جياكومو كوفي على جائزة أفضل ممثل عن فيلم “Un Anno di Scuola” بمشاركة مجموعة من الأفلام المميزة التي ألقت الضوء على التحديات الاجتماعية والإنسانية التي تواجهها المجتمعات المختلفة.
وظهرت المخرجة كوثر بن هنية وصناع فيلم “صوت هند رجب” في السجادة الحمراء أثناء حفل الختام حيث ارتدوا شارات تدعو إلى وقف الحرب على غزة مما ساهم في تسليط الضوء على قضايا إنسانية ملحة تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتجسد هذه الإشارة دعمًا لفن السينما كوسيلة للتعبير عن الألم الجماعي والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني وأن الفيلم يسرد قصة الطفلة التي فقدت حياتها بسبب قوات الاحتلال مما يعكس التأثير العميق للنزاع على الأطفال والبراءة.
تدور أحداث الفيلم حول الطفلة هند التي استشهدت في بداية عام 2024 أثناء محاولتها الهرب مع أسرتها خلال هجوم على غزة حيث تلقى متطوعو الهلال الأحمر نداء استغاثة من طفلة محاصرة في سيارة تحت نيران العدو وهذا يجسد تحديات العمل الإنساني في أوقات الأزمات حيث يخوض العاملون في المجال الطبي مخاطر كبيرة لإنقاذ الأرواح وما حدث لحالة الطفلة هند يلخص معاناة آلاف العائلات التي تعيش تحت وطأة الاحتلال مما يجب أن يحرك الضمير العالمي تجاه قضية فلسطين.
تكشف تفاصيل الاتصال الذي أجري مع الطفلة عن مشاهد مؤلمة من واقع الحياة اليومية في غزة حيث استعانت هند بأطقم الهلال الأحمر طلبًا للنجدة مما يزيد من عمق الرسالة التي يحملها الفيلم فالكاميرا سجلت شجاعة الطفلة في مواجهة الرعب والظلم الذي تعيشه يوميًا مما يجعل من مشاهدة العمل تجربة فنية مثرية وتعكس العلاقة الإنسانية بين الأفراد في أسوأ الظروف إن الفيلم في جوهره دعوة للحياة والإصرار على البقاء رغم التحديات القاسية التي تحيط بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة مما يعكس دور السينما في إثارة الوعي والمشاعر الإنسانية.
لقد أظهرت دورة هذا العام من مهرجان فينسيا السينمائي تنوعًا ملحوظًا في الأعمال المقدمة حيث أن كل عمل يحمل رسالة خاصة تجسد التحديات والآمال المحتملة في زمن الأزمات كما أكدت الجوائز على أهمية الفن السابع كوسيلة لنقل الصوت الشعبي والقصص غير المروية التي تعكس معاناة البشر وتجاربهم الفريدة مما يجعل ديفيد بابلوس وأنوبارنا روي من أبرز الأسماء التي تميزت في هذا المجال بينما يتطلع الجميع إلى مستقبل السينما وما يمكن أن تحمله من قصص مؤثرة ورسائل إنسانية قيمة.
تعليقات