كوثر بن هنية: فيلم يرصد أثر الاحتلال على الهوية الإنسانية

ألقت كوثر بن هنية، المخرجة المتميزة لفيلم “صوت هند رجب”، كلمات ملهمة خلال احتفالية تسليم جائزة لجنة التحكيم الكبرى، حيث توجهت بالشكر أولاً للهلال الأحمر الفلسطيني ولجميع الأبطال في فرق الاستجابة الأولى الذين يواجهون المخاطر في سبيل إنقاذ الآخرين، وأعربت عن أملها في أن يكون هذا العمل السينمائي بمثابة صرخة تطالب بالعدالة والمساءلة للشعب الفلسطيني، واستمرار صوت الشهيدة هند حتى يتحقق الحق في الحياة في ظل الاعتداءات المستمرة،

وأكدت بن هنية على أن السينما لا تستطيع أن تعيد هند إلى الحياة، ولكن يمكن أن تحفظ صوتها ليبقى صداه في آذان الجميع، وأشارت إلى أن هذه القصة ليست فقط عن هند بل تعكس النظام الإسرائيلي الإجرامي الذي يعمل دون رادع، متمنية الرحمة للشهداء وأن تظل أعين القتلة متيقظة لما ارتكبوه من جرائم، وأكدت على ضرورة تحرير فلسطين من الاحتلال،

يتناول فيلم “صوت هند رجب” قصة الشهيدة الطفل هند التي سقطت برصاص قوات الاحتلال في غزة، وذلك بعد أحداث 7 أكتوبر، ويجسد الفيلم تجربة مؤلمة تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، حيث يساهم في إنتاج العمل براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، وتعتبر هذه الإضافة دفعة قوية لصناعة السينما الفلسطينية،

تدور أحداث الفيلم حول استشهاد هند وهي في السادسة من عمرها في بداية عام 2024، حيث كانت تحاول الهرب مع عائلتها خلال الاعتداءات الإسرائيلية، الحكاية تبدأ حين يتلقى متطوعو الهلال الأحمر نداء طوارئ لإنقاذ الطفلة المحاصرة في سيارة وسط إطلاق النار، ورغم جهودهم، فإنها تفقد حياتها،

تتناول القصة الحقيقية أحداث يناير 2024، عندما أرسلت الطفلة ليان حمادة نداء استغاثة معبرة عن الخطر الذي يحيط بها، وقد كانت اللحظات الأخيرة لها مؤلمة عندما لفظت أنفاسها الأخيرة تحت نيران الاحتلال، حيث اجتاحت الدبابات المكان، لتتحول العائلات إلى ضحايا في هذه المأساة الإنسانية،

تظهر الطفلة هند، ابنة عم ليان، في سيارة عائلتها عندما تعرضوا للهجوم، لتجد نفسها محاطة بالجثث، وعبر الهلال الأحمر تم الكشف عن هذه المحنة المأساوية، حيث حاولت هند استغاثة الأطقم الطبية، بينما كانت تحت تأثير الذعر والفزع، ورغم محاولاتهم للوصول إليها، إلا أن الاحتلال حال دون إنقاذها،

تروي الأحداث كيف تصدت قوات الاحتلال لأي محاولة للوصول إلى هند، مما عكس وحشية الاحتلال وعزلته الإنسانية، تلك اللحظات المؤلمة تتطلب منا جميعا التفكير بعمق في المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، ولعل السينما مثل “صوت هند رجب” تكون وسيلة فعالة لنقل هذه القصص إلى العالم، والتأكيد على ضرورة تحقيق العدالة والمساءلة.