عاصفة من الإشادة: لحظة فوز فيلم صوت هند رجب في مهرجان فينسيا

حازت المخرجة كوثر بن هنية على جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلم “صوت هند رجب” خلال مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الثانية والثمانين، وقد حضرت كوثر وفريق العمل مراسم حفل الختام على السجادة الحمراء مرتدين شارات “كفاية” للفت الانتباه إلى قضية حرب غزة، هذا الحدث جاء ليعكس الدعم الإنساني والتضامن مع الشعب الفلسطيني خاصة مع الأحداث الجارية.

يتناول الفيلم قصة الشهيدة الطفلة هند التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي in غزة عقب أحداث 7 أكتوبر، وتم إنتاج الفيلم بالتعاون مع أسماء بارزة في الصناعة السينمائية العالمية مثل براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا كمنتجين تنفيذيين، حيث تسلّط القصة الضوء على مأساة الأطفال في الحروب وأثرها عليهم بشكل عميق ومؤثر.

فيلم “صوت هند رجب” من إخراج كوثر وبطولة مجموعة من الممثلين المميزين مثل المعتز مليس وكلارا خوري وعامر حليحل، ويروي الفيلم حكاية الطفلة الفلسطينية الصغيرة البالغة من العمر ست سنوات التي حاولت الهروب مع عائلتها في ظل هجوم عسكري إسرائيلي، حيث تتعرض لتجربة قاسية في أجواء الحرب.

تبدأ الأحداث في 29 يناير 2024 عندما يتلقى متطوعو الهلال الأحمر نداء طارئ من الطفلة المحاصرة في سيارة تحت وابل من النيران، وتحاول الطفلة طلب النجدة بينما تسعى فرق الإنقاذ للوصول إليها ولكنهم واجهوا صعوبات كبيرة، ورغم المحاولات إلا أن الطفلة استشهدت في نهاية المطاف.

تجسد قصة الفيلم الحقيقي مأساة حقيقية حدثت في يناير 2024، بعد فترة قصيرة من الاجتياح، حيث نُقلت رسالة استغاثة من الطفلة ليان والتي كانت تطلب النجدة من والدها، لتسرد مشاعر الرعب والفزع التي اختبرتها وقت الهجوم، وتم تصوير تلك الأحداث بشكل مؤثّر يعكس معاناة الشعب الفلسطيني.

الخط الذي تلتقطه الطفلة هند خلال الاتصال مع الهلال الأحمر يظهر العجز الذي يواجهه المدنيون في مناطق النزاع، حيث كانت تستغيث قائلة: “تعالي خديني.. أنا بخاف من الظلام” ولكن لم يكن المناخ مناسبًا لإنقاذها، إذ أن القوات الاحتلالية كانت تمنع أي محاولة للوصول إليها حيث استشهدت مع أفراد عائلتها.

الفيلم يمثل انعكاسًا واضحًا للأزمات الإنسانية المتعددة التي يتعرض لها الأطفال في العالم الحديث ويطرح الكثير من الأسئلة حول العدالة الإنسانية، وهو يحتوي على مشاهد قوية تجسد تأثير الحروب في تفتيت الأسر وتدمير الطفولة، ويشكل دعوة للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي للتضامن ومساندة المتضررين.