رؤية مستقبلية: تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف المكاتب خلال السنوات القليلة المقبلة

رؤية مستقبلية: تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف المكاتب خلال السنوات القليلة المقبلة

حذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، من أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في تدمير الوظائف المكتبية بسرعة أكبر مما يتوقعه الكثيرون، حيث أوضح في حديثه مع برنامج “راديكال” على قناة بي بي سي، أن المهام الروتينية المتكررة الموجودة في مجالات مثل القانون والاستشارة والمالية قد تختفي في المستقبل القريب، وأن هذه التحولات يمكن أن تتم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز خمسة أعوام فقط، مشيرًا إلى أن التأثير سيكون غير متوقع على العديد من العاملين.

أوضح أمودي أن العديد من الوظائف المبتدئة في المكاتب، مثل تلك الموجودة في مكاتب المحاماة، تعتمد على تكرار المهام اليومية مثل مراجعة الوثائق، وهذا النوع من العمل يعتبر مناسبًا تمامًا للذكاء الاصطناعي، والذي يتمتع بقدرة عالية على التعامل مع المهام المشابهة بفعالية معتبرة، كما أن التطورات التكنولوجية تسير بسرعة متزايدة، مما يزيد من القلق بشأن مستقبل هذه الوظائف وأثرها على سوق العمل.

وأشار أمودي إلى أن الكثير من قادة الأعمال ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتقليص تكاليف التشغيل وتقليل عدد الموظفين، بدلاً من استخدامه كأداة لتعزيز زيادة عدد العمال، وهو ما اعتبره أمرًا مقلقًا، حيث أكد أن التكنولوجيا موجودة بالفعل وقد بدأت الشركات الكبرى في تنفيذ أنظمة ذكاء اصطناعي، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن الاستغناء عن العاملين في المستقبل القريب.

إن هذه المخاوف ليست جديدة حيث عاود أمودي التأكيد على ما ذكره سابقًا بأن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في فقدان نصف الوظائف المكتبية المبتدئة في غضون خمس سنوات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بين المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة، حيث استهدفت تصريحاته الحكومات والصناعات اللتين تلطّفان من المخاطر الناجمة عن هذا التحول.

لا يعتقد أمودي أن الخطر يقتصر فقط على الوظائف المكتبية، بل أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على كتابة كافة شيفرات البرمجيات تقريبًا في غضون أشهر، مما يعني أن دور المهندسين البشر سيتغير بشكل جذري، حيث سيتعين عليهم التركيز على وضع المعايير العامة للتصميم بينما يتولى الذكاء الاصطناعي التنفيذ والتفاصيل.

وفي سياق متصل، تتباين الآراء بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، حيث يختلف قادة التكنولوجيا في تصورهم لمستقبل الوظائف، وقد رد بعضهم، مثل جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الأدوار بدلاً من استبدالها، في حين أن آخرين مثل جيم فارلي من فورد يشاطرون أمودي مخاوفه بشأن فقدان عدد كبير من الوظائف.

الأمر الواضح هو أن تقدم الذكاء الاصطناعي سريع للغاية، مما يجعل العديد من الشركات والهيئات التنظيمية غير مستعدة لمواجهة التحديات التي ستطرأ على سوق العمل، فقد بدأ العد التنازلي بالفعل وفقًا لأمودي، الذي يؤكد أن حديثه حول أتمتة الوظائف ليس مجرد احتمالية بل هو واقع يقترب بسرعة أكثر مما نعتقد.

ينقسم الخبراء حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف المستقبلية، حيث يعتبر البعض أنه سيؤدي إلى فقدان الوظائف بشكل جماعي، بينما يرى آخرون أنه سيخلق أدوارًا جديدة لم تكن موجودة من قبل، ولن يبدأ النقاش حول هذا الموضوع في فرص العمل إلى حوار جدي حول التأثيرات الفعلية للتقنية على العاملين في المستقبل القريب.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.