هل تخفي ميتا أبحاث سلامة الأطفال في الواقع الافتراضي؟
اتهم أربعة موظفين سابقين في شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستجرام الشركة بالتعمد في قمع أبحاث داخلية تتعلق بمخاطر سلامة الأطفال على منصات الواقع الافتراضي ومختلف منصاتها الرقمية وأثارت هذه المزاعم صدمة في أوساط قطاع التكنولوجيا وسط مخاوف من أن الشركة تفضل تحقيق الأرباح على حماية الأطفال، وأكد المبلغون عن المخالفات أن محامي ميتا عملوا بشكل منهجي على إخفاء نتائج الأبحاث حول مخاطر سلامة الأطفال في المنتجات الخاصة بالواقع الافتراضي.
تشير اتهامات هؤلاء الموظفين إلى أن الفريق القانوني للشركة وجه الباحثين لتجنب استخدام مصطلحات مثل “مستخدمون قاصرون” والاكتفاء بعبارات غير مباشرة مثل “شباب مزعومون” أو “قاصرون مزعومون بأصوات شبيهة بالأطفال قد يكونون دون السن القانونية” وكانت هذه التدابير تهدف لخلق ما يسمى “الإنكار المعقول” لتفادي الدعاوى القضائية والتحركات التنظيمية التي قد تطرأ.
حدثت حادثة مقلقة في ألمانيا الغربية حيث كشفت امرأة للباحثين من ميتا أنها تمنع أطفالها من استخدام نظارات الواقع الافتراضي للتفاعل مع الغرباء، إلا أن ابنها المراهق أخبرها بأنه واجه غرباء بشكل متكرر وتعرض شقيقه الأصغر الذي لم يتجاوز العاشرة لإيحاءات جنسية من بالغين، مما يبرز المخاطر المحتملة للبيئة الرقمية في حياة الأطفال اليوم.
بينما نفت ميتا بشدة هذه المزاعم ووصفتها بأنها تشويه لجهودها في إجراء أبحاث عالية الجودة مع الالتزام بالقوانين العالمية الخاصة بحماية الخصوصية، أكد المتحدث باسم الشركة التزامها بسلامة المستخدمين ورغبتها في الامتثال للوائح مثل GDPR في أوروبا وCOPPA في الولايات المتحدة، ولكن هذه الاتهامات دفعت السلطات التنظيمية للتحرك وكشفت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية عن بدء التحقيق في كيفية تعامل ميتا مع قضايا سلامة الأطفال على منصاتها.
في سياق متصل، حددت لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي معنية بالخصوصية والتكنولوجيا جلسة استماع لمناقشة هذه المزاعم، ما أثار موجة واسعة من الغضب والاحتجاجات من أولياء الأمور وجماعات حقوق الإنسان أمام مقار شركة ميتا، وشهدت مدينة نيويورك وقفة رمزية ضمت الأمير هاري وميغان ماركل حيث تم نصب 50 هاتفاً ذكياً تحمل صور أطفال يقال إنهم تعرضوا لأضرار بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس القلق المتزايد حول تأثير التكنولوجيا على الأطفال في العصر الحديث.
تعليقات