تأملات في مصير أصحاب المتعة والجمال في العصر الحديث
ماذا حدث لأهل الفن وللذين يجسدون المتعة والجمال؟ إن تاريخ الفن يحتوي على قصص متعاقبة من الصراعات بين شخصيتين أو أكثر قد يتواجدون في نفس الفترة أو في مراحل متقاربة، وعادة ما يتسبب هذا الصراع في إزاحة أحدهم للآخر ليأخذ مكانه، ومن أبرز الأمثلة على هذا الصراع هو صعود أم كلثوم التي تفوقت على منافسيها ولم يتمكن أحد من إزاحتها حتى وفاتها منذ خمسين عامًا، على الرغم من ذلك فقد أصبحت الخلافات الحالية بين الفنانين بلا طعم وهي بعيدة عن الإطار الفني المعتاد، مما يجعلنا نتساءل عن سبب هذا التحول.
في فبراير 2016 استفاق الوسط الفني على نبأ وفاة والدة النجم اللبناني راغب علامة، وكان العديد من الفنانين والسياسيين يقدمون العزاء له، ومن بينهم الفنان المعتزل فضل شاكر الذي صدم الجميع بموقفه، فقد عُرف الخلاف المطلق بينهما حتى تحول إلى تهديدات، ومع ذلك كتب فضل عبر تويتر رافعًا تعازيه لراغب في فقد والدته وموكدًا على ألم فقدان الأم، وبعد فترة قصيرة علم راغب بتلك التعزية وتجاوب معها بلطف مما يعكس جانبًا مميزًا في العلاقة المتوترة بينهما.
تسع سنوات مرت على تلك الكلمات التي نشرت عبر تويتر بين هذين النجمين البارزين، وأظل متفائلًا رغم مرور كل تلك السنوات بأن تكون هذه الكلمات سببًا في تحسين العلاقة بينهما وإزالة كل ما هو سلبي، رغم أن هذه المسألة قد تبدو بسيطة إلا أنها تعكس نقاوة القلوب بين اثنين من كبار الفنانين في الوطن العربي، فهل يمكن أن تكون بداية جديدة لعلاقتهما عبر هذه الخطوات الصغيرة.
تتوالى الخلافات والكلمات السلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي ببعضها، وفي الوقت نفسه نجد أن هناك فئة من الجمهور للأسف تهوى إشعال الخلافات عبر نشر مقاطع قديمة على أنها جديدة، في حين أن الناس تمتلك ذاكرة ضعيفة نسيان ما حدث مؤخرًا، ما يجعلهم يتعاملون مع هذه المعطيات وكأنها أحداث جديدة ومتجددة مما يزيد من حدة الصراع بين الفنانين.
تعليقات