خدوش الأسنان المجهرية: مفتاح لفهم أسرار الديناصورات ذات الأعناق الطويلة
في اكتشاف علمي يضيف الكثير إلى معرفتنا عن الديناصورات، تمكن فريق بحثي دولي من استخدام تقنية مبتكرة تمثلت في تحليل نسيج التآكل المجهري للأسنان لدراسة ديناصورات صوروبود العاشبة التي عاشت منذ حوالي 150 مليون سنة، يعد هذا البحث خطوة متقدمة لأنه يعد الأول من نوعه الذي يطبق هذه التقنية على هذه الفئة من الديناصورات، حيث كان استخدامها في السابق محصورًا بدراسة الثدييات.
توقيت الدراسة كان في 7 سبتمبر 2025، حيث تم الاعتماد على فحص 322 مسحًا ثلاثي الأبعاد لأسنان صوروبود جُمعت من عدة مواقع أثرية تمتد من البرتغال إلى الولايات المتحدة وتنزانيا، الهدف كان هو فهم النظام الغذائي للهجرة والتكيفات البيئية لهذه الكائنات الهائلة، وبذلك تم تحقيق فهم أعمق لعاداتها الغذائية وأسلوب العيش.
الأساليب المستخدمة من قِبَل الباحثين، ومنهم الدكتورة دانييلا إي. وينكلر والدكتور إيمانويل تشوب، قد شملت تحليلًا دقيقًا لآثار التآكل على الأسنان لتحديد نوع الغذاء الذي اعتمدت عليه الديناصورات، وقد أظهرت النتائج أن التغيرات المناخية والبيئة الغنية بالكوارتز أسهمت بشكل كبير في تآكل الأسنان، مما يبرز أهمية المناخ في أنماط التآكل مقارنةً بنوعية الغذاء.
المقارنات بين 39 عينة من عدة تشكيلات جيولوجية من العصر الجوراسي كشفت عن اختلافات ملحوظة بين الأنواع والمناطق، لكن الأهم كان التشابه الكبير بين أسنان كاماراصوروس من البرتغال والولايات المتحدة، مما يرجح احتمالية هجرة موسمية لهذه الديناصورات بحثًا عن النباتات المفضلة، هذه الاكتشافات تعيد تشكيل فهمنا للهجرة والسلوك الغذائي.
ما تقدمه هذه النتائج من فرص جديدة للبحث يتعدى مجرد دراسة عادات التغذية، فيفتح آفاقًا لدراسة الفروق الغذائية بين أعمار الديناصورات، بالإضافة لدراسة أنواع أقل شهرة مثل يوروباصوروس، كما يهدف الباحثون إلى إضافة بيانات جديدة حول ديناصورات البرتغال لتكوين صورة أوضح عن النظم البيئية التي عاشت فيها تلك الكائنات.
لا تعتمد الدراسة فقط على فهم ديناصورات الصوروبود، بل تسهم أيضًا في إعادة بناء المشهد البيئي القديم بما في ذلك استراتيجيات التعايش وتقسيم الموارد بين الأنواع المختلفة، ما يعني أن هذا الاكتشاف سيشكل نقطة انطلاق لبحوث مستقبلية كثيرة تعزز معرفتنا بالماضي البعيد.
تعليقات