تأثير التكنولوجيا على تطور الخيال المسرحي: أدوات وإمكانيات غير محدودة
قال مهندس الديكور محمود صبري أستاذ المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور إن الماستر كلاس الذي يقدمه حول المحاكاة البصرية في المنظر المسرحي يتناول أربعة محاور رئيسية ويفتح آفاق جديدة لتطوير العروض المسرحية والتفاعل مع الجمهور بشكل مبتكر، حيث يتضمن المحور الأول الإسقاط الضوئي بكل أنواعه وأشكاله وكيفية تطوير توظيفه بشكل صحيح في المنظر المسرحي، إذ يساهم في خلق أجواء مدهشة تتفاعل مع الروايات المسرحية.
أما المحور الثاني فيتناول محاكاة الهيلوجرام وتصحيح بعض المفاهيم المتداولة، حيث ينبه صبري إلى أن العديد من الناس يعتقدون أن الهيلوجرام يمكن أن يظهر أشكالًا في الهواء، وهذا مفهوم خاطئ، إذ إن الصورة تتطلب سطحًا عاكسًا لتظهر بشكل صحيح، وهذه الحقيقة توضح أن الاعتماد على هذه التقنية يتطلب معرفة دقيقة بتفاصيل الممارسة المسرحية لتحقيق أفضل النتائج.
وفي المحور الثالث يتطرق صبري إلى تطور الشاشات وإمكانياتها الجديدة، حيث لم تعد الأمور محصورة على الشاشات التقليدية بل ظهرت أنواع مختلفة مثل الشاشات الشفافة والمرنة، وهذه الابتكارات تمنح مصممي الديكور فرص جديدة لعرض الأفكار بشكل مبتكر، خاصةً في العروض المسرحية التي تحتاج لتفاعل بصري قوي مع الجمهور وفن الأداء.
أما المحور الرابع فيتناول تقنيات الواقع المعزز باعتبارها أداة حديثة تعطي المسرح بعدًا جديدًا، من خلال دمج العناصر الرقمية مع الواقع المباشر على الخشبة، ما يفتح المجال لإبداعات فنية جديدة تستقطب انتباه الجمهور وتجذبهم إلى العالم المسرحي بشكل أكثر فاعلية وتأثيرًا، ولذا يمثل الواقع المعزز عنصرًا حيويًا في العديد من العروض المعاصرة.
وفي الجانب التطبيقي، يذكر صبري أنه سيقوم بتنفيذ نماذج حية باستخدام تقنيات مثل البروجكتور واللابتوب، مع توضيح البرامج المستخدمة والظروف التقنية اللازمة لإكمال العروض، مما يمنح المتدربين فرصة للتعلم العملي وإثراء معرفتهم بالأساليب الحديثة للمسرح، حيث سيُعرض محتوى مرئي لأعمال ودروس متنوعة لتوسيع مداركهم وتعزيز مهاراتهم.
يضيف صبري أن المهارات التي سيكتسبها المتدربون تشمل فهم البرامج الأساسية للمحاكاة البصرية والتعرف على الأدوات المستخدمة وكيفية توظيفها في العروض المسرحية، حيث لا يتعلق الأمر بإتقان برنامج واحد بل يتطلب التنوع في الأدوات، مما يساعد المتدربين على تحقيق الأهداف المرجوة بصورة صحيحة وفعالة، وسيتم توفير مصادر تعليمية مفيدة للرفع من مستوى التعليم.
وأختتم صبري بالقول إن الورشة ستستقطب جميع المهتمين من مصممي الديكور والمخرجين والممثلين، حيث إن الإلمام بتقنيات المسرح الحديثة مهم لجميع المشاركين، لذا فإن إتقان هذه المهارات أمر ضروري لإنتاج أعمال مسرحية قوية، وهو ما يعكس القيمة الحقيقية للعمل المسرحي ومن ثم سيتفاعل المشاركون بشكل إيجابي مع المعارف التي سيتلقونها، وأن تلك التقنيات البصرية لا تغني عن المعرفة الأساسية المتعلقة بالفن والديكور، فهي تبقى مجرد أداة في يد المبدع.
تعليقات