مهرجان ميدفست السابع: استكشاف إبداعات السينما العالمية من 15 دولة
أعلنت إدارة مهرجان ميدفست مصر عن انطلاق دورته السابعة لهذا العام تحت شعار “محطات” ويمتد المهرجان من 17 إلى 21 سبتمبر الجاري بمقر الجامعة الأمريكية في التحرير، حيث يشارك في المسابقة الرسمية 31 فيلمًا قصيرًا من 15 دولة تم توزيعها على ستة برامج ولمدة تصل إلى ساعة تقريبًا، يعكس هذا الحدث اهتمامًا بالغًا بتقديم تجارب سينمائية مميزة تستحق المشاهدة، ويعبر عن تنوع ثقافي غني يحاكي مختلف القضايا الإنسانية والنفسية التي نواجهها في حياتنا اليومية.
أشار الدكتور مينا النجار مؤسس ومدير ميدفست مصر أن الأفلام المشاركة تعد تجسيدًا لموضوع دورة هذا العام “محطات” حيث تهدف إلى تسليط الضوء على القضايا النفسية التي تمس حياتنا، وهذه الأعمال الفنية تفتح أفق النقاش حول التعقيدات العاطفية وتعزز القدرة على التأقلم مع التحديات اليومية، يعود ذلك إلى قدرة السينما على تقديم تجارب مؤثرة تحفز الجمهور على التفكير بشكل أعمق وفهم مشاعرهم الداخلية بصورة أفضل.
تتوزع الأفلام على ست محطات، كل منها يستعرض تجارب إنسانية مختلفة تعكس تقلبات الحياة، تبدأ المحطة الأولى بعنوان “خطوات” وتسلط الضوء على لحظات الاحتماء والقوة وسط الأزمات، مثل فيلم “Touching Darkness” من جمهورية التشيك حيث يروي قصة صبي صغير يتعامل مع مواقفه عبر حاستي السمع واللمس بالإضافة إلى عدة أفلام تبرز التحديات الاجتماعية والنفسية التي تواجه الشخصيات، مما يضيف عمقًا إلى محتوى المهرجان.
المحطة الثانية “حركات” تحتفي بقوة الجسد في التعبير عن المشاعر حيث يعرض العديد من الأفلام التي تبرز الجوانب الحياتية المليئة بالتحديات، واحدة من أبرز المشاهد هي علاقة شاب وفتاة يواجهان صعوبات بسبب متلازمة داون، كما أن هناك تجارب توثق قصة أم فلسطينية تجسد النضال من أجل الهوية، يظهر الفيلم بشكل متميز جراء تعبيراته القوية وتأثيره العميق على الجمهور.
انتقلت المحطات إلى “علاقات” لتعرض الروابط الخفية بين شخصيات مختلفة في ظروف غير عادية، تتناول الأفلام فيها مشاعر الوحدة والتقارب من خلال قصص مؤثرة من زمن الجائحة والظروف العائلية الصعبة، والتي تظهر مدى التوتر النفسي والهشاشة التي يمكن أن تنجم عن تلك الأوقات، مبرزةً كيف تحتضن السينما التجارب الإنسانية وتكون القناة المثالية لنقل الرسائل العميقة.
المحطة الرابعة “جوانا” تنغمس في أعماق النفس البشرية لاستكشاف قضايا معقدة ومعاناتها، حيث تجد شخصيات مواجهة مع قضايا نفسية تتعلق بفقدان الأمل والشعور بالعزلة، هذا يعكس قدرة الفيلم على تقديم قصص تحفز التفكير والتفاعل بشكل إيجابي مع المحتوى المعروض، كما أن الرسوم المتحركة تلعب دورًا مؤثرًا في تقديم التجارب بطريقة مميزة تجعل النقد الفني يتلخص في جوانب غير سائدة بالعادة.
تظهر المحطة الخامسة “علامات” علامات التعافي وتأثيرها على الشخصيات، حيث تناقش الأفلام تحديات المرحلة العمرية وتحولاتها النفسية، ويركز بعض المشاهد على تفاعل الأجيال مع بعضها ومدى تأثير الذكريات على العلاقات الحالية، مما ينتج عنه قصص غنية بالمشاعر التي يمكن للجمهور الارتباط بها، وهي تأتي لتؤكد على أهمية التحولات التي يمكن أن تحدث في الحياة.
المحطة الأخيرة “حدود” تكشف عن رحلة البحث عن الهوية والانتماء من خلال سرد قصص شخصيات متباينة، تتناول الأفلام موضوعات الحروب والتجارب الإنسانية الصعبة، مما يظهر كيف يمكن للسينما أن تكون مرآة تعكس القضايا الكبرى للمجتمع وتجعل الجمهور يشعر بارتباط قوي مع الشخصيات، كما يستعرض المهرجان من خلال هذه المحطة مغزى الحياة وأهمية الإيمان بالأمل في أوقات الشدائد، انطلق ميدفست مصر للمرة الأولى في عام 2017 ليجمع بين الفنون والإدراك النفسي لتعزيز الوعي بالصحة النفسية.
تعليقات