دراسات حول حجم النجوم الأولية في الكون
لطالما استند علماء الفلك إلى فرضيات تؤكد أن أولى نجوم الكون التي تشكلت بعد الانفجار العظيم كانت جميعها عمالقة فالأبحاث المتقدمة أظهرت أن هذه النجوم كانت أكبر بكثير مما نتصور لكن دراسات حديثة تشير إلى وجود نمط آخر حيث تبين أن بعض النجوم قد تكون أصغر بكثير من ذلك بكثير حيث إن كتلها قد تكون قريبة من كتلة الشمس أو أكبر بعدة مرات فقط وهذا ما قد يغير أكثر مما كنا نعتقد حول تكوين الكون.
دراستان نشرتا في مجلتي Astrophysical Journal Letters و Astronomy & Astrophysics أكدت ذلك حيث أن هذه الدراسات تقدم دلائل قوية على أن تشكيلة النجوم الأولى لم تكن حكراً على العمالقة بل قد تشمل أيضاً مجموعة من النجوم الصغيرة هذا يعد إعادة تقييم لعملية التشكل النجمي في بدايات الكون التي كنا نعرفها من قبل وقد يفتح الباب أمام رؤى جديدة تتعلق بالمراحل الأولى لتكوين النجوم.
عالم الفلك كي-جونج تشين وفريقه وجدوا من خلال عمليات محاكاة للسحب الغازية البدائية أن الاضطرابات فوق الصوتية يمكن أن تؤدي إلى تفتيت السحب إلى كتل أصغر بكثير حيث تشير النتائج إلى أن نجومًا بكتل تتراوح بين واحد وأربعين ضعف كتلة الشمس قد تُشكلت بالفعل مما يعني أن النجوم الصغيرة قد وُجدت إلى جانب العمالقة في الجيل الأول من النجوم.
فيما يتعلق بالكيمياء البدائية قاد الباحث فلوريان غروسيه دراسة معملية أظهرت أن جزيئات أيونات هيدريد الهيليوم كانت أكثر شيوعاً مما كان متوقعًا مما يعزز احتمال تكوين نجوم منخفضة الكتلة حيث أن هذه الجزيئات قادرة على إصدار فوتونات تحت الحمراء خلال تفاعلها مع الهيدروجين ما يؤدي إلى تبريد الغاز عبر فقدان الطاقة الحرارية وبذلك تسهل تشكيل النجوم بمختلف أحجامها.
هذا التصور الجديد حول نشأة الكون يدعونا لإعادة التفكير حول دور هذه النجوم خاصةً في ظل التغيرات التي قد تحدث في فهم كيفية تكوين المجرات الأولى ودور النجوم الأصغر هناك تعتبر هذه الاكتشافات جزءًا من رؤية جديدة لفهم كيفية تشكل العناصر الثقيلة الضرورية للحياة مما قد يدفع بعجلة البحث إلى آفاق جديدة لفهم التطور الكوني في مراحله الأولى.
تعليقات