ذكرى وفاته: كيف أنقذت برقية مصرية سراج منير من الأسر الألماني

ذكرى وفاته: كيف أنقذت برقية مصرية سراج منير من الأسر الألماني

يعد سراج منير أحد أبرز فرسان العصر الذهبي للسينما المصرية وقد تميز بملامح تجمع بين الوقار والأناقة فضلاً عن الهيبة التي أضفت عليه تميزاً خاصاً في عالم الفن وهذا ما جعله يحفر اسمه بين عمالقة تلك الحقبة إذ ترك بصمة واضحة على مسرح السينما وعرف بشخصيته الفريدة التي تنوعت أدواره ما بين الرومانسية والشر والخفة الكوميدية بالإضافة إلى الأدوار الأرستقراطية وكان دائماً يمثل نموذج الفنان المثقف ذو الحضور القوي.

نشأ سراج منير في بيت مثقف حيث كان والده موظفاً في وزارة المعارف وكان شغوفاً بالقراءة وهو ما أثر على شخصية سراج فقد ورث عنه حب المعرفة والاطلاع ما جعله صاحب ثقافة واسعة قادرة على المشاركة في النقاشات بنجاح سيما أن اسمه المركب جاء نسبة لوالده عبد الوهاب وهو شقيق المخرج فطين عبد الوهاب والفنان حسن عبد الوهاب فكان سراج هو الأقدم بين أبنائهم وأول من خاض تجربة التمثيل في العائلة.

بدأت علاقة سراج بالفن بشكل غير متوقع حيث كان حلمه بعيداً عن التمثيل حتى دعا أحد أصدقائه إلى منزله ووجد نفسه مشاركاً في مسرحية مما أثار إعجابه بفكرة الأداء التمثيلي ولكن رغبته تواجهت بمعارضة قوية من والده مما جعله يترك هذا الحلم لفترة حتى تهدئة الأجواء العائلية وقد كان لديه شغف خفي دفعه لمواصلة الحلم في سرّه.

بعد انتهاء دراسته الثانوية سافر سراج إلى ألمانيا لدراسة الطب ولكن شغفه الفني لم يفارق خياله وحتى عندما التقى بمخرج ألماني لم يتردد في العمل معه في السينما لكن قبل بدء الحرب العالمية الثانية تلقي برقية من فرقة مسرحية مصرية تستدعيه عاجلاً ما جعله يعود إلى الوطن واكتشف بعدها أن هذه الخطوة أنقذته من مصير صعب حيث لم يكن سهلاً على المصريين مغادرة ألمانيا بعد بداية الحرب.

تزوج سراج منير من الفنانة ميمي شكيب وكانت هذه الزيجة واحدة من العلاقات الفنية القوية في الوسط السينمائي وقد كانت لحظاته الأخيرة محاطة بمواقف غريبة حيث استقبل خبر وفاة صديق له إثر أزمة قلبية بلطف وضحك وقال “ما أجملها ميتة” ثم عاش تجربة مشابهة حيث توفي بعد عودته من نزهة قصيرة وطلب كوب ماء بارد قبل النوم وهذا ما جعل الآخرين يتذكرون إرثه الجمالي مدى الحياة.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.