وفاة أرملة الموسيقار الراحل سيد مكاوي وإعلان تفاصيل الجنازة غداً
أعلنت الفنانة أميرة ابنة الموسيقار الراحل سيد مكاوي عن وفاة والدتها الفنانة التشكيلية زينات خليل عبر حسابها على موقع فيسبوك، حيث كتبت كلمات تعبر عن حزنها وتستذكر والدتها بعبارات مؤثرة، كما ذكرت أن الفقيدة انتقلت إلى رحمة الله تعالى وأكدت ضرورة إقامة صلاة الجنازة يوم الأحد المقبل بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في السادس من أكتوبر، ومن المقرر أن تُدفن في مقابر العائلة بطريق الفيوم في نفس المنطقة.
زينات خليل، التي تميزت بإبداعها في عالم الفن التشكيلي، تزوجت من سيد مكاوي الذي يعتبر أحد أبرز الكيانات الفنية في تاريخ الموسيقى العربية، وقد ساهمت في دعم مسيرته الفنية في مختلف المحطات، وينعكس ذلك في التأثير الإبداعي الذي تركته في نفوس من حولها، ورغم الصعوبات التي واجهتها كانت قادرة على بناء عالم فني خاص بها، مما يجعل فقدانها حدثًا مؤلمًا لعائلتها وللفنانين المتعاطفين معها.
سيد مكاوي وُلد في حي السيدة زينب عام 1928، وفقد بصره أثناء طفولته مما جعله يوجه طاقاته نحو حفظ القرآن والإنشاد الديني، وبدعم والدته أسس موهبته بعناية بغرض صقل تجربته الفنية، وقد تأثر كثيرًا بمحيطه الفني منذ صغره، فشرع في جمع الأغاني من مختلف الفنانين عبر أسطوانات صغيرة، التي ساهمت في توسيع معرفته الموسيقية.
في الخمسينيات، بدأ مكاوي مشواره كمطرب مختص في فن التراث الموسيقي الشرقي، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة من خلال تقديمه للأغاني الدينية في الإذاعة المصرية، وتميزت أعماله بإبداعه في تلحين الأغاني، حيث تعاون مع العديد من كبار الفنانين وترك بصمة واضحة في عالم الموسيقى المصرية، ما ساهم في ظهوره كموسيقي له مكانة فريدة.
سيد مكاوي يعتبر رائدًا في تقديم المقدمات الغنائية الخاصة بالمسلسلات، حيث أبدع في تلحين العديد من الأعمال الشهيرة التي ساهمت في استمرارية شغف الجمهور بالمسلسلات المصرية، كما قام بإنتاج الأغاني التي لا تزال تتردد في الذاكرة الشعبية، وذلك من خلال أعماله التي تمزج بين الأصالة والتجديد، مما ساعده على كسب قلوب الجماهير.
توفي سيد مكاوي عام 1997، تاركًا إرثًا فنيًا عظيمًا تمثل في ألحانه وأعماله التي تمثل صوت الشارع المصري، وقد أسس لنفسه مكانة كأحد أعظم ملحني ومؤدي الأغاني، وترك وراءه تأثيرًا يستمر في إلهام الأجيال الفنية الجديدة، ليظل اسمه عالقًا في ذاكرة عشاق الموسيقى.
تظل ذكريات زينات خليل وسيد مكاوي مدفونة في قلوب الكثيرين وتجسد قصة فنانين تركا بصمة في تاريخ الفن العربي، هكذا يبقى الفن يحمل في طياته تأريخًا لجماعات وعصور، ليكون الفن رسالة تعبر عن إنسانية الشعوب وعبقريتها، فذكرى هؤلاء الفنانين ستبقى دائمًا حاضرة.
تعليقات