بريطانية تنغمس في تجربة حياة على بيئة محاكاة للمريخ لمدة عام كامل

بريطانية تنغمس في تجربة حياة على بيئة محاكاة للمريخ لمدة عام كامل

تستعد امرأة بريطانية لقضاء عام كامل في بيئة محاكاة مصممة لتعكس ظروف كوكب المريخ، حيث ستقام هذه التجربة في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في هيوستن بولاية تكساس وستقضي لورا ماري التي تنحدر من ديفون 378 يومًا داخل هذه المحاكاة التي تمثل وضع الكوكب الأحمر، ويأتي هذا البرنامج ضمن جهود علمية تهدف إلى دراسة كيفية تأثير العزلة والبيئة القاسية على الأفراد، مما يسهم في الاستعداد لمهام الفضاء المستقبلية.

تعتبر لورا ماري، قائدة الطائرات التي انتقلت إلى الولايات المتحدة في عام 2016، واحدة من بين ستة متطوعين اختيروا من بين 8000 شخص للانضمام إلى هذه المهمة، وتم اختيارهم للمشاركة في أبحاث أمريكية تهدف إلى زراعة المحاصيل واختبار التكنولوجيا الخاصة بالمريخ، كما سيقوم المشاركون بالتجول في مسكن “ألفا الكثباني المريخي” الذي تم تصميمه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتكون المسكن من 158 مترًا مربعًا.

سيبدأ الطاقم الرئيسي المكون من أربعة أفراد انضمامه للتجربة في 19 أكتوبر، وبينما يمكن أن تستبدل لورا أي شخص في حال تعذر على أحدهم الاستمرار في المهمة، فقد عبرت عن عزمها في التعامل مع التدريبات المقبلة بجدية كأنها أول المنضمين، ومع ذلك فقد أشارت إلى أنها ستفتقد الشعور بالهواء الطلق ورائحة العشب خلال فترة التجربة، مما يبرز التحديات النفسية المرتبطة بالعيش في بيئة مغلقة.

تعتبر هذه المهمة الثانية من ثلاث تجارب مخططة تحت برنامج “Chapea” الذي يسعى لجمع بيانات حول صحة وأداء الأفراد في سياقات متعددة، وقد بدأت المجموعة الأولى من المتطوعين مهامها في يونيو 2023 واستمرت بنجاح لفترة شهر إلى أن تم إنهاؤها في يوليو من نفس العام، ويتطلع العلماء في ناسا إلى فهم أكبر لتأثير مثل هذه البيئات على الصحة النفسية والبدنية للرواد.

تسعى وكالة الفضاء الأمريكية أيضًا إلى تحسين نوعية المؤن الغذائية التي سيتم استخدامها في الفضاء، وكشفت ماري أنه بينما تعتبر المحاكاة مهمة، فإنها تأمل أن تتاح لها فرصة للذهاب إلى المريخ الحقيقي، في إشارة إلى طموحاتها الكبيرة تجاه اكتشاف الفضاء، وهي بعيدة عن كونها الوحيدة التي تتطلع إلى ذلك.

تتطلب هذه التجربة مستوى عالٍ من الشجاعة، حيث يواجه المتطوعون عزلًا شديدًا وافتقارًا للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ويهدف تصميم المبنى إلى محاكاة الأماكن التي قد يبنيها البشر عند وصولهم إلى المريخ، ويتلقى كل مشارك مبلغ 10 دولارات عن كل ساعة يقضيها في هذه القاعدة، مما يجعله على وشك تحقيق دخل إجمالي يبلغ حوالي 60 ألف دولار.

تشمل الأنشطة اليومية للطواقم خلال هذه الفترة محاكاة السير في الفضاء، والواقع الافتراضي، واتصالات، ونمو المحاصيل، بالإضافة إلى تحضير الوجبات والتدريبات الرياضية، وكذلك إجراءات النظافة وأعمال الصيانة، مما يجعل هذه التجربة قريبة جدًا من الحياة الفعلية التي قد يواجهها الرواد في الفضاء ويبرز أبرز التحديات والفرص المرتبطة بهذه المغامرات العلمية.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.