عمال السينما الفلسطينيون يتحدون باراماونت ويكشفون الروابط مع نتنياهو
أصدرت مجموعة “عمال السينما من أجل فلسطين” التي تضم أكثر من أربعة آلاف موظف في صناعة السينما بياناً مفتوحاً يتعهد فيه ممثلون بارزون مثل أندرو غارفيلد وإيما ستون وخواكين فينيكس بعدم التعاون مع الشركات الإسرائيلية التي تعتبر متواطئة في الإبادة الجماعية وورد في البيان أنه لا يمكن تجاهل الأبعاد الأعمق لهذه القضية حيث أن القرار الذي اتخذته باراماونت بإدانة المبادرة يعكس سعيها لإسكات الأصوات المبدعة في صناعة السينما من خلال تحميلها مسؤولية سياسية ليس لها علاقة بالأفراد بل بالمؤسسات.
أشار البيان إلى أن أهداف عمال السينما ليست موجهة ضد أفراد بل ضد الشركات التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات المتعددة التي تتسبب في تبرير الجرائم التي ترتكب في غزة والنظام العنصري المفروض على الفلسطينيين وأكدت المجموعة على ضرورة توجيه الطلبات نحو المؤسسات التي تتحمل المسؤولية كما شددت على أهمية حماية زملائهم في هذه الصناعة من الضغط الذي يتعرضون له من قبل الكيانات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
استعرض البيان علاقة المالك الجديد لباراماونت لاري إليسون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشيراً إلى أنهما قد اجتمعا في مناسبات مختلفة منها إجازات خاصة وطقوس اجتماعية أخرى ما يكشف عن شبكة من العلاقات التي تؤثر على القرارات التجارية وتم تثبيت هذه الروابط من خلال تقارير إعلامية متعددة تضرب بجذورها في موقف نتنياهو المثير للجدل في السياق الدولي الحالي.
وتم التسليط الضوء على العديد من صانعي الأفلام حول العالم الذين عبروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية مشيرين إلى أن مبادرتهم تأتي في إطار تاريخي معروف بخدمة العدالة والحقوق الإنسانية ولذا فإنهم يعتبرون الدعم للفلسطينيين واجباً أخلاقياً لا يمكن تجاهله ما أدى إلى الدفع بهذا الاتجاه بالعالم السينمائي نحو موقف جماعي يتجاوز السياق الضيق للإنتاج المحلي.
عبرت باراماونت في بيانها عن إيمانها بقوة رواية القصص كوسيلة لتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات لكن يبدو أن هذه الكلمات تخفي حقائق مريرة تتعلق بمعاناة الفلسطينيين ورغم حديثها عن إتاحة المجال للأصوات الإبداعية فإنه يمكن ملاحظة عدم الانحياز الواضح تجاه الروح الإنسانية في الرواية التي تقدمها مما قد يعني انحيازاً واضحاً لصالح الرواية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأسماء اللامعة في هوليوود انضمت إلى حملة المقاطعة ضد الكيانات الإسرائيلية المتورطة في القمع والإبادة مما يعكس تنامياً للوعي الأخلاقي في صناعة السينما فالأسماء مجموعة من الفائزين بجوائز عالمية تنتمي إلى مدن مختلفة حول العالم وتأكيدها على ضرورة تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني يزيد من قوة هذه المبادرة بشكل كبير ويظهر حجم الدعم القوي الذي تتلقاه.
كان حوالى آراء الفنانين تتلاقى عند نقطة واحدة، وهي ضرورة الدفاع عن الحقوق الإنسانية لكل الأفراد دون النظر إلى الجنسية، وهذا يأتي نتيجة فهم عميق وأخلاقي للأحداث الراهنة حيث استدعت المحكمة الدولية لمكافحة الاعتداءات ضد الإنسانية كل المعنيين للوقوف في وجه الاعتداء على الفلسطينيين مما يبين أن ظلم الاحتلال لا يجب أن يستمر وأن التعبير الفني يجب أن يعمل في اتجاه تطبيق العدالة.
تعليقات