رحلة حسين الشربيني: من موظف سكك حديد إلى أسطورة تمثيلية

رحلة حسين الشربيني: من موظف سكك حديد إلى أسطورة تمثيلية

يحل اليوم الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الفنان الكبير حسين الشربيني الذي ترك بصمة واضحة في عالم الفن ستظل خالدة إلى الأبد حيث شارك في ما يقارب 400 عمل بين السينما والمسرح والتلفزيون وكان له تأثير كبير على الأجيال التي تلت. مع بداية مسيرته الفنية استطاع أن يثبت نفسه كأحد أعمدة التمثيل المصري وترك إرثاً غنياً لجميع محبي الفن والمسرح.

وُلد حسين الشربيني موهوباً منذ صغره حيث برزت قدراته في الإلقاء وسرعان ما لفت نظر معلمه في اللغة العربية وهو في السابعة من عمره تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960 بعد أن درس العلوم الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة القاهرة وهو ما ساعده في فهم الأبعاد الإنسانية لشخصياته التي قدمها.

قبل أن ينطلق في عالم الفن كانت البداية غير متوقعة حيث تم تعيينه في السكك الحديد في أسيوط ولكن لم يستمر في هذه الوظيفة أكثر من 11 يوماً قبل أن يعود إلى القاهرة ليعمل صحفياً في جريدة الجمهورية وفي تلك الفترة بدأت أحلامه تتشكل نحو الفن والتمثيل.

انطلقت مسيرته الفعلية عندما عمل مذيعاً في التلفزيون المصري حيث استغل هذا المنبر لتقديم أدوار صغيرة أدت إلى فتح أبواب الشهرة أمامه ليتحول لاحقاً إلى كون أحد أبرز نجوم الأدوار الثانوية المميزة في السينما المصرية ومع مرور الوقت أصبح له قاعدة جماهيرية كبيرة.

قدّم الشربيني أدواراً خالدة في العديد من الأفلام مثل “جري الوحوش” و”ضربة شمس” كما اشتهر بمشاركته في برنامج المقالب الذي حمل اسم “حسين على الهوا” مع زميله الفنان حسين الإمام مما زاد من شعبية الشربيني بين الجمهور.

حاز الشربيني على جوائز عدة أبرزها جائزة أفضل ممثل ثانٍ مرتين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالإضافة إلى لقبه “فنان قدير” من المسرح الحديث وهو ما يعكس جودة الإبداع الذي قدمه طوال مسيرته الفنية.

تراجع الشربيني عن الأضواء بعد عام 2002 وتفرغ للعبادة والوقت مع أسرته حتى وافته المنية أثناء الإفطار في شهر رمضان عام 2007 تاركاً خلفه إرثاً فنيًا غنياً وذكريات جميلة لفنان جمع بين الموهبة والتواضع وحسن الخلق، وسيتذكره الجميع كأحد أعظم الفنانين في تاريخ السينما والمسرح المصري.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.