الفنان أحمد إبراهيم يتألق بخطابه في اليوم المصري للموسيقى تحت رعاية عمر خيرت
بدأ الاحتفال بـ”اليوم المصري للموسيقى” الذي نظمه المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان عادل حسان، حيث شهدت الفعالية حضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ومجموعة من الفنانين والموسيقين المصريين، الحفل الذي تم تقديمه بواسطة الفنانة ريم أحمد أضاف أجواء فنية مميزة للمناسبة، وقد جاءت الكلمة التي ألقاها الفنان أحمد إبراهيم مستنبطة من تأملات الموسيقار الكبير عمر خيرت، حيث عكس روح التاريخ الموسيقي المصري العريق.
بدأت الكلمة بالتعبير عن سعادته لهذا اليوم التاريخي، حيث أشار إلى الأصول الموسيقية الممتدة عبر الحضارات، بدءًا من الحضارة المصرية القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، ولبساطتها وتأكيدًا على دور الموسيقى كجزء من الهوية الثقافية المصرية وضع الموسيقار خبراته في قالب سجلي لمساهمات الرواد. تم تسليط الضوء على التراث الموسيقي الذي أرسى قواعده الأوائل من الملحنين والموسيقيين الذين شكلوا جماعة موسيقية متكاملة تسلط الضوء على دور مصر كعاصمة للفن والعطاء.
تحدث أحمد إبراهيم عن إنجازات الشخصيات المؤثرة في عالم الموسيقى والتي لا يمكن تجاهلها، مثل السيد درويش الذي ساهم في إنشاء مدرسة موسيقية قريبة من قلوب الشارع، مرورا بالملحنين الكبار مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وأكد على دورهم القوي في تحديد مكانة اللحن المصري، فكل منهم ترك بصمة خالدة ووسّع الآفاق الموسيقية التي تلاهم. يوضح ذلك كيف أن التجديد لا يأتي منفصلاً عن التاريخ.
استمر الحديث في الكلمة بالإشارة إلى الأعلام الذين ساهموا في بناء هوية موسيقية أكاديمية، هؤلاء مثل يوسف جريس وأبو بكر خيرت، حيث وضعت جهودهم الأسس التي ساهمت في تطوير التأليف السيمفوني المصري، وقد تجسد هذا العمل في إنشاء منظومة أكاديمية تهدف لتدعيم الفن الموسيقي المصري وتعزيز موهبته، إذ كان لهم دور بارز في النهوض بالموسيقى الأكاديمية على مستوى عالٍ.
تطرق الحديث لمجال الموسيقى التصويرية حيث ذكر الرواد مثل أندريه رايدر وعلي إسماعيل، الذين أضفوا لمسة ساحرة على الأعمال السينمائية والمسرحية، وقد أتبعهم جيل من المبدعين مثل جمال سلامة وعمار الشريعي، الذين أعادوا إحياء المواهب وقدموها بشكل يسهل استيعابه على الجمهور. التأثير الذي أحدثوه كان له أثر عميق في نشر الموسيقى التصويرية المصرية في فضاءات أشمل وأوسع، مما أضفى شرعية جديدة لهذا النوع من الفن.
في سياق الحديث عن الغناء، تناول الكلمات أصواتًا خالدة استطاعت أن توصل الفن المصري إلى جميع الناس، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، هؤلاء الذين استطاعوا رفع الألحان إلى مستوى يشكل وجدان الأمة، إذ كانت هذه الأصوات معبرة جدًا عن الوجع والأمل والكفاح. إن تأثيرهم في تشكيل الذائقة الفنية كان لا ينسى ولا يمكن تجاوزه، وقد تركوا إرثًا جماهيرياً متجدداً يتجلى في كل مناسبة موسيقية.
ختامًا يعتبر اليوم الأول للموسيقى المصرية أكثر من مجرد حدث فني، بل يعيد التأكيد على التزام مصر بحالة الإبداع وأنها ستبقى دوماً منارة للثقافة والفنون، إذ نجح الاحتفال في تكريم التاريخ والتراث وفي الوقت نفسه بذر بذور المستقبل الزاهر الذي يمتد عبر الأجيال، ندعو لمصر أن تظل دوماً معزومة وموسيقاه آثار الشغف والتفاؤل.
تعليقات