الطائرة X-59 من ناسا: رحلة تجريبية نحو تخطي حاجز الصوت بأمان
تستعد طائرة ناسا البحثية الأسرع من الصوت X-59 لإجراء رحلتها الأولى حيث يجري الفريق المختص تخطيط كل مرحلة من الرحلة بما في ذلك الإقلاع والتحليق والهبوط ويراعي الفريق خلال ذلك معايير السلامة بشكل دقيق حيث سيتمثل الهدف الرئيسي من الرحلة الأولى في التحليق على ارتفاع منخفض وبسرعة تقترب من 240 ميلاً في الساعة وذلك للتأكد من فعالية النظام والتأكد من جاهزية الطائرة للطيران وسلامتها وسيلي هذه الرحلة سلسلة من الاختبارات التي ستشهد تحليق X-59 على ارتفاعات وسرعات أعلى لتجاوز سرعة الصوت.
تم تصميم الطائرة بطريقة تمكنها من الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت مع تقليل الضوضاء المحتملة بشكل كبير حيث تسعى الطائرة لإحداث صوت هادئ بدلاً من الانفجارات الصوتية المعتادة وتحمل الطائرة حماية متعددة الطبقات لضمان سلامتها خلال كافة الرحلات المقبلة بما في ذلك الرحلة الأولى المهمة وذلك بفضل العمل المكثف للمهندسين الذين حرصوا على أدق التفاصيل وتجاوز التحديات الهندسية.
نظام أجهزة اختبار الطيران المعروف باسم FTIS يعد من أبرز الأنظمة المستخدمة في طائرة X-59 حيث يجمع النظام الصوت والبيانات المرئية من أجهزة الاستشعار على الطائرة بالإضافة إلى بيانات إلكترونيات الطيران والتي ستتبعها ناسا على مدار عمر الطائرة وهذا سيمكن الفريق من مراقبة كل تفاصيل الأداء لضمان نجاح الاختبارات عبر جميع أشكال الطيران.
في تصريح له قال شيدريك بيسنت مهندس الأجهزة في ناسا نحن نقوم بتسجيل 60 تدفق بيانات مختلفًا مستفيدين من أكثر من 20,000 معمل على الطائرة وهذا مؤشر على أن النظام قد خضع بالفعل لأكثر من 200 يوم من العمل الإيجابي قبل الإقلاع مما يمنح الفريق الثقة في سير الأمور بشكل مناسب خلال الرحلة.
خلال الاختبارات الأرضية ولتقييم النظام بشكل دقيق تم إنتاج أكثر من 8,000 ملف خلال 237 يومًا من التسجيل وهذا السجل الدقيق يساعد المهندسين بشكل رئيسي في تقييم جاهزية الطائرة قبل بدء عمليات الطيران الفعلية مما يعزز الثقة في الأداء المتوقّع أثناء التحليق.
وخلال حديثه ذكر بيسنت أن الاستخدام المتعدد للتقنيات الجديدة في هذه الطائرة يوفر للمهندسين رؤية واضحة حول ما يعمل بشكل موثوق وهذا بالتأكيد يساعد في تقليل التوتر الناتج عن دواعي القلق خلال التجهيزات اللازمة للرحلة.
تستخدم الطائرة أيضًا نظام تحكم رقمي يتسم بالابتكار مما يحافظ على استقرارها ويقلل من المناورات غير الآمنة حيث تم تطوير هذا النظام للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي في مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران وبذلك تم استبدال الوسائل التقليدية بأدوات تحكم حاسوبية متطورة تعزز قدرة الطائرة على تجاوز التحديات الجوية بشكل فعال.
تتم معالجة إدخالات الطيار على الطائرة بفعالية حيث يتم تحويل الحركات مثل عصا التحكم أو دواسة الوقود إلى إشارات إلكترونية تتم معالجتها بواسطة حاسوب ثم ترسل عبر أسلاك الألياف الضوئية إلى أجزاء الطائرة المختلفة وهذا التصميم الفائق يلبي متطلبات الطيران الحديثة ويسهم في تعزيز الأمان بشكل ملحوظ.
علاوة على ذلك تعتمد الطائرة على مجموعة من الحواسيب المتكاملة التي تدعم بعضها البعض لتحسين الأداء وإذا حدث أي خلل في أحد الأنظمة يتولى الآخر العمل لضمان استمرارية العمليات بفعالية فيما يتعلق بالأنظمة الكهربائية والهيدروليكية مما يعكس مدى التخطيط الدقيق لضمان سلامة الرحلات في المستقبل.
تعليقات