ليزر أوروبي متطور لمواجهة خطر الحطام الفضائي في المدار

تتزايد المخاطر في الفضاء مع زيادة عدد الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية مما يجعل الحطام الفضائي يشكل تهديدًا أكبر لسلامة هذه المسارات وقد قامت وكالة الفضاء الأوروبية بإنشاء ليزر قوي في مرصد مزدوج على جبل تيدي في جزيرة تينيريفي الإسبانية لرصد الحطام الفضائي بأعلى دقة ممكنة وهناك قدرة أيضًا على دفع الشظايا الفضائية بعيدًا عن مسار الاصطدام بالأقمار الصناعية وذلك ضمن جهود متواصلة لحماية الفضاء.

وكالة الفضاء الأوروبية تُشغل محطتي قياس المدى بالليزر المعروفة بإيزانيا-1 وإيزانيا-2 والتي شيدتها شركة ديجوس الألمانية المتخصصة في هذا المجال حيث تعمل إيزانيا-1 منذ عام 2021 وتستخدم بالفعل في قياس المسافات للأقمار الصناعية أما اكتمال إيزانيا-2 فقد أضاف مهمة جديدة ذات طموح أكبر في إطار برنامج سلامة الفضاء الذي تطوره الوكالة للاستجابة للتحديات المتزايدة.

يعمل التلسكوبان بتزامن تام، حيث يطلق إيزانيا-2 نبضات ليزر تجاه قطعة من الحطام الفضائي المرتفع بينما يراقب إيزانيا-1 الضوء المنعكس وبذلك يستطيع النظام تتبع مسار الحطام ورسم مداره بالإضافة إلى تحديد احتمال حدوث اصطدام مع الأقمار الصناعية وهكذا يتم تحسين مستوى السلامة في الفضاء.

صرح أندريا دي ميرا، مهندس أنظمة بصرية في وكالة الفضاء الأوروبية، بأن زيادة قوة الليزر على متن إيزانيا-2 كانت ضرورية لتحقيق الأهداف المرجوة حيث يهدف النظام إلى تتبع الحطام الفضائي حتى تتيح الأقمار الصناعية الفرصة للمناورة والخروج من الطريق قبل حدوث أي اصطدام وهو ما يمثل خطوة مهمة في مجال سلامة الفضاء.

نظام إيزانيا يعمل أيضًا بشكل شبه آلي ويمكن استخدامه في ساعات النهار بفضل التكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها بينما يشرف عليه فريق بشري عن بُعد لضمان سير العمل بشكل سليم والهدف النهائي هو تحقيق نظام ذاتي التشغيل بالكامل في المستقبل القريب مما سيكون له تأثير إيجابي كبير على فعالية سلامة الفضاء.