مها الوزير: تأثير السوشيال ميديا على إنتاج الدراما الحساسة

قالت الكاتبة مها الوزير إن ظاهرة ظهور الأعمال الدرامية التي تكسر الكثير من التابوهات تعد نقطة تحول مهمة في الساحة الفنية المعاصرة حيث نالت هذه الأعمال اهتماماً كبيراً من قبل الجمهور خاصة بعد عرض مسلسل “لام شمسية” الذي تناول قضية التحرش بالأطفال بطريقة احترافية وصادقة وأيضاً الفيلم الأردني القصير “سكون” الذي عرض في مهرجان ميدفست لهذا العام وهذا يعكس مدى أهمية طرح قضايا حساسة تعكس واقع المجتمع وتحدياته.

وأكدت مها الوزير على أن قوة وتأثير السوشيال ميديا قد لعبت دوراً كبيراً في دفع هذه الأعمال للظهور في الوقت الحالي فقد كانت السوشيال ميديا منصة بارزة لتناول القضايا المسكوت عنها مع عدم الخوف من تبعات ذلك حيث ساهمت في تعزيز الجرأة في الطرح الفني وأعطت الفرصة للعديد من الفنانين لتناول مواضيع لم تكن شائعة في السابق مما ساهم في خلق نقاشات هامة حولها وأعاد الوعي حولها.

أوضحت أيضاً مها الوزير أن وعي الجمهور له دور كبير في دفع صناع الدراما للتركيز على قضايا هامة حيث إن استقبال الجمهور للأعمال الدرامية يعد دافعًا أساسياً للأناقة الفنية في تناول مثل هذه المواضيع فالجمهور يتفاعل ويتأثر بشكل كبير مع هذه القضايا مما يشجع الكتّاب والمخرجين على تقديم أعمال تعكس الواقع بكل تفاصيله الجريئة ومعالجتها بأسلوب احترافي يجذب الانتباه.

أشارت إلى أن التنمر يُعتبر من أبرز القضايا النفسية المهمة التي ينبغي تناولها في الأعمال الدرامية حيث أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى أبعاد نفسية خطيرة قد تصل إلى الانتحار لذا فإن التصدي لهذه الظاهرة يجب أن يتم بجدية لذلك ينبغي رفع الوعي بمخاطرها من خلال تقديم إعادة صياغة حقيقية وضرورية لمحتوى درامي يعالج ذلك بشكل فعال ويواجه الظاهرة بشكل حضاري.

التركيز على تلك القضايا يتطلب من صناع الدراما التفكير بعمق في طريقة تناول المواضيع الشائكة مع ضرورة تقديم أعمال تسلط الضوء على هذه التحديات بطريقة غير تقليدية حيث أن ذلك يمثل تحدياً كبيراً يتطلب جهداً وابتكاراً من قبل الكتاب والمخرجين لتقديم محتوى درامي يظل عالقًا في أذهان المشاهدين ويحفزهم على التفكير والتفاعل مع قضايا المجتمع.