لينا شماميان في مهرجان ميدفيست: تأملات حول الأخلاق في أوقات الأزمات
شهدت قاعة إيوارات التاريخية بالجامعة الأمريكية بميدان التحرير عرض برنامج الأفلام ضمن مهرجان ميدفست مصر وكان ذلك في يوم السبت 20 سبتمبر، هذا البرنامج أتى في دورة المهرجان السابعة تحت عنوان المحطة الخامسة- حدود، حيث تناولت الأفلام موضوع البيت وكيف أنه ليس مجرد مكان بل إحساس عميق، الأفلام استعرضت قصص أرواح تركت كل شيء بحثا عن شعور الانتماء وحملوا عوالمهم داخل قلوبهم، هذه التجارب تعلّمنا أن أصعب الرحلات في الحياة تبدأ غالبا بأكثر اللحظات ألما.
تنوع البرنامج في الأفلام المعروضة والتي تتضمن مجموعة متميزة من الأعمال الروائية والوثائقية، حيث كان من بينها الفيلم الروائي “لو استطعت الطيران” من ألمانيا في عام 2025، بالإضافة إلى فيلم “سعودي طريق واحد” من مصر عام 2024، وتألق البرنامج بفيلم “شيء لأقوله لك” من فرنسا والفيلم الروائي “فقدان” من مصر، كما احتوى العرض على الفيلم النمساوي “ليلة العبور”، والتي تحمل كل هذه الأفلام قصصا مؤثرة ترسم معاناة التنقل والهجرة.
بعد استكمال عرض الأفلام أقيمت جلسة حوارية بحضور المطربة السورية لينا شماميان وصانع الأفلام السوداني محمد العمدة، حيث تناولوا تأثير الأفلام على المشاعر والمجتمع، لينا أكدت أن الأفلام قد تكون العلاج الفعّال، وأشارت إلى أثر الفيلم النمساوي عليها معتبرة أنه يحمل مشاعر ظالمة وصعبة، هذه المشاعر تعود بها إلى تجارب شخصية مرّت بها خلال حياتها وعاصرتها في محطات مختلفة.
عبرت لينا عن أن لحظة الهجرة تعتبر لحظة غير قابلة للتصالح فهي تتطلب من الإنسان ترك كل شيء خلفه، توقفت عند مشاعر فقدان الهوية ولغتها العاطفية، وعبّرت عن حزنها عند رؤية الإنسانية في مواقف مؤلمة تجعلك تتساءل لماذا تحدث هذه الأمور، كما أكدت على الحلولة الإنسانية التي تؤدي إلى ذلك الظلم، مؤكدة على أهمية العواطف الإنسانية في التعبير عن تجارب متعددة.
وأوضح محمد العمدة في الجلسة الحوارية أن صناعة الفيلم هي لحظة انفعالية تعكس تجربة الفنان مع القصة، وأشار إلى أن الأفلام التي تُصنع بناءً على تجارب شخصية تكون أكثر صدقية في نقل المشاعر، مما يجعل الجمهور يشعر بارتباط حقيقي مع العمل، فتكون النتيجة فنّا صادقا يستمر في ذاكرة المشاهدين، بينما أكد أبو الوفا أهمية المشاعر وأثرها في حياة الإنسان.
في ختام الحديث علق ساري العسيري بقوله إن تحسين ظروف المهاجرين يتطلب مجموعة من العوامل، حيث أشار إلى أن التجربة والمجهول هما جزء لا يتجزأ من معاناة المهاجرين، مؤكدا ضرورة وجود مسارات قانونية لتأمين حياة هؤلاء وإبعادهم عن المخاطر، قدمت الجلسة في مجملها نظرة عميقة حول قضايا إنسانية معقدة تجسدها الأفلام، وحثت المشاركين على التفكير في مسارات إصلاحية لتحسين حياة المتضررين.
تعليقات