يوسف عباس يحتفل بذكرى درية شفيق بتعاون فني مع هند صبري ويسرا اللوزي

شارك الموسيقار العراقي يوسف عباس في إحياء ذكرى رائدة حركة تحرير المرأة المصرية درية شفيق حيث قدم مجموعة من المقطوعات الموسيقية على آلة العود أسرت الحضور وجذبت تفاعلاً ملحوظاً منهم، وكان الحفل فرصة لتسليط الضوء على إنجازات درية شفيق ومساهمتها الكبيرة في مجال حقوق المرأة، وقد أسهم هذا الحدث في تعزيز الوعي بأهمية الحركة النسائية في مصر وضرورة استمرار النضال من أجل المساواة والعدالة، كما أنه أوجد مساحة لتبادل الأفكار والنقاش حول تحديات النساء في المجتمع المصري،

الحفل حضره السفير الفرنسي إيريك شوفالييه الذي أشاد بموسيقى يوسف عباس وأسلوبه الفريد في أداء المقطوعات، تجسد الحضور بجمع غفير من الشخصيات البارزة في الثقافة والفن والسياسة، منهم هدى وليلى شفيق ابنتا درية، بالإضافة إلى نازلي شفيق حفيدة الراحلة، كما تم تكريم الموسيقار بالورد من ابنة درية، مما أضفى لمسة من الإنسانية والاحترام على الحفل، وترك الحضور قاعات الاحتفال متأثرين بعظمة إنجازات شفيق في مجال حقوق المرأة وفي تأثيرها الكبير على المجتمع المصري،

درية شفيق، التي ولدت في 14 ديسمبر 1908 بمدينة طنطا، كانت إحدى أكبر المدافعات عن حقوق المرأة، وقد لعبت دورًا محوريًا في الحصول على حق الانتخاب للنساء المصريات في دستور 1956، كانت عائلتها تعيش التنقل المستمر بسبب عمل والدها الحكومي، ما أثر في تشكيل وعيها الاجتماعي والسياسي، وقد بدأت دراستها وانخرطت في الحركة النسوية منذ وقت مبكر بفضل بيئتها الداعمة ووالديها الذين شجعاها على التعلم والبحث عن حقوقها وحقوق النساء،

في أواخر الأربعينيات أسست درية حركة “التحرر الكامل للمرأة” من خلال اتحاد بنت النيل، وحققت نجاحات عدة منها اقتحام البرلمان المصري عام 1951 للمطالبة بحقوق سياسية، كما قاد الإضراب عن الطعام في 1954 لإيصال صوتهن، هذه الجهود ساهمت في تحسين وضع المرأة المصرية ومنحها حقوقًا سياسية لم تحظَ بها من قبل، قبلت شفيق التحديات بكل شجاعة وأثبتت أن النضال يمكن أن يؤتي ثماره على مر الزمن،

أسست درية مدارس لمحو الأمية وكتبت عدة مجلات أدبية للأطفال والنساء، كانت لديها رؤى واضحة لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع المصري، كما ترجمت القرآن الكريم إلى الإنجليزية والفرنسية، وبدورها في نشر العلم والثقافة، وضعت لبنة أساسية في تاريخ الحركة النسائية في العالم العربي، كانت كتاباتها وأشعارها تعبر عن معاناتها وتطلعاتها نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، وقد تركت بصمة ستظل تذكرها الأجيال القادمة،